وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّـهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ -- \\ الدعوة الى الله واجبنا \\ الدعوة الى الإسلام مسؤوليتنا \\ الدعوة الى الحق والعدل طريقنا \\ الدعوة الى وحدة الأمة منهجنا موقع مكتب المعقل - في الذكرى الثامنة لإستشهاد المفكر عز الدين سليم
       

-
السبت, 2024-04-20, 2:59 AM
حزب الدعوة الإسلامية \ مكتب المعقل
الرئيسية | التسجيل | دخول
 تابع واستمع خطب الجمعة بيانات حزب الدعوة الإسلامية مدونة نور الحقيقة بين الماضي والحاضر

-->
المتواجدون الآن: 1
زوار: 1
مستخدمين: 0
           في الذكرى الثامنة لإستشهاد المفكر عز الدين سليم

 


عز الدين سليم كما عرفته
السيد علي خان 

عزالدين سليم، رجل يجهله جُل العراقيين، فلم يعرفونه إلاّ من خلال عملية اغتياله، فأخذوا يتساءلون عنه وعرفوا عنه بعض الشيء. 
سيكون حديثي هنا عن صفات هذا الرجل وخصاله الذاتية الخاصة، لأن أدواره العامة ونشاطه وأعماله العامة، قد بان بعضها خصوصاً بعد استشهاده. 
أغرب ما في عز الدين سليم، هو أنه جمع واجتمع فيه ما يتصوره غير العارف به أنه من المتضادات. 
فقد أمتاز بالشموخ وعلو المنزلة، والهيبة والاحترام الفائق، في ظل بساطةٍ متناهية، وتواضع لم نعرف مثلها، إلاّ ما قراناه عن أهل البيت ((عليهم السلام)) الذين هم قدوته وأسوته، فالهيبة العالية والتواضع الشديد هما أبرز سماته. 
محبٌ لأهل البيت ((عليهم السلام)) مندكٌ فيهم، ذائبٌ في حبهم، حتى أتهمه بعضهم بالغلو. 
ليس فيه رائحةٌ للطائفية أو المذهبية، فهو قد جمع بين ذوبانٍ في أهل البيت ((عليهم السلام)) إلى أقصى حدود، وانعداماً للطائفية إلى أقصى الحدود. 
متدين حتى عده بعضهم متدروشاً، تصعب مجاراته في تدينه. 
محبٌ للمثقفين، مهما كان نوعهم وتوجههم واتجاههم الفكري والثقافي. 
حزينٌ متألمُ على العراق والعراقيين، بشوشٌ دائم الابتسامة كثير الفكاهة لا تفارقه لحظة، مهما مرت به من ظروفٍ قاسية. 
سياسيٌ حزبيٌ ضمن حزبٍ وحركةٍ وتنظيم، لم يحس بحزبيته من عرفه، فكأنه مستقلٌ وكأنه لم ينتمِ إلى حركةٍ خاصة. 
جادٌ إلى درجةٍ لا تطاق، ليس في حياته لحظةٌ واحدة لم يكن فيها جاداً، ولم يكن في حياته لحظةٌ للراحة والاستراحة والترويح، مع مزاحٍ جادٍ حتى تخاله لاهياً لاعباً، فهو في جده يجمع بين الجد والفكاهة والمزاح، وفي مزاحهِ جادٌ مربّي. 
مسالمٌ يأمنه الجميع، لا يخشون منه عدواناً أو غدراً أو أذىً، حتى أنه لا يغضب ولا يخافه أحد، ولكن يخشاه الجميع، ويحسبون له كل حساب ويصعب عليهم تجاوزه. 
يكره الألقاب ولا يحب الظهور للأضواء والسطوع الإعلامي، بارزٌ واضحٌ معروفٌ لم يحجبه حاجب، ولم يستطع أحد أن يُضيع أسمه أو رسمه أو شخصه. 
قليل ذات اليد، محدود الموارد، كريمٌ، معطاءٌ، مضيافٌ، لا يخلو بيته من ضيفٍ يوماً أو ساعة، بل كان بيته مستقراً لكثير من الشباب المهاجرين، الذين لا مأوى لهم ولا مسكن. 
شيخٌ أو كهلٌ على النمط القديم المتصلب، شابٌ عصريٌ متحررٌ على أحدث طراز، لذا أنجذب إليه قديم الرأي والمزاج والعادات، وعصري التوجه والثقافات والتقليد. 
فردٌ وحدهُ، لا يُعرف له صديق خاص، أو خاصةٌ تُحيط به، اجتماعي محفليٌ، صديقٌ للجميع، فالجميع أصدقاؤه. 
أبٌ للشباب، أخٌ لهم وصديق ـ وأتمنى لو تحدث الشباب أنفسهم عنه ـ فهو معهم كأصغرهم، يهابونه كأنهم قد أُمروا بطاعته إطاعةً حديدية. وكان ((رحمه الله)) يأتي بطلبٍ من أي شاب، ويسافر إليه قاطعاً المسافات الطويلة للقاءٍ خاصٍ به لشاب محتاج إليه، ولم يطلب من ذلك الشاب أن يأتيه إلى بيته. 
شيعيٌ، عشائريٌ، قرويٌ، ريفيٌ، حضريٌ، متمدنٌ، حوزويٌ، أكاديمي، عراقيٌ، وطني. 
أول كلمته العراق، وآخر كلمته العراق، عربيٌ، قوميٌ، متشدد، حريصٌ على الأمم والشعوب والدول، أكثر من حرص عنصرييها عليها، عاملٌ مطيعٌ لمصلحة تلك الشعوب والأوطان والدول، وطنيته لم تنسه البلدان الأخرى. 
شيعيٌ إلى أقصى حد، غارقٌ في تشيعه، مسلمٌ كأنه بلا مذاهب، أو على المذاهب كلها، وربما يعرف عن المذاهب الأخرى، أكثر مما تعرف تلك المذاهب عن نفسها. 
قائدٌ إسلاميٌ حديدي النظام، جنديٌ بسيطٌ مطيعٌ ينفذ التعليمات بالتزام. 
عالمٌ يفيض علماً وثقافةً، كتاباتهُ، ومحاضراتهُ، وتأليفاتهُ تشهد له بذلك، تلميذٌ يتعلم من كل فردٍ حتى من الأمي، يسأل عن كل معلومةٍ فيكتبها، ويعلم ويتعلم كل علمٍ، ويعلم كل علمٍ وثقافة. 
شخصيةٌ كبيرة في الحركة الإسلامية، صانع مشاريعها، كاتب قوانينها وأنظمتها، راسم خططها وأساليبها، أصغرُ عاملٍ فيها يستجيب وينفذ تعليماتها وخططها، ويتبع أساليبها. 
كل وقته عمل ليس في وقته فرصة، وكل وقته عبادة ليس لديه فرصة، فلا يراه الرائي أما قلمه بيده، أو محاضراً في محفل، أو عابدٌ يتصل بربه. 
ليس للحقد والحسد والأنانية والفئوية مكانٌ في قاموسه، فهذه مفردات حُذفت من معجم أخلاقه، ولذا نجده حريصاً على كل فردٍ، وفئة، وحزبٍ، وفصيل، أكثر من حرص أفرادها عليها. 
وكذا في السياسة، فهو أحرصُ على حقوق الأكراد من الأكراد أنفسهم، وعلى حقوق السنة من السنة أنفسهم، وعلى حقوق الديانات الأخرى والأقليات ذاتها. 
فليس غريباً أن يتأثر به كل من عرفه. 
ولقد بكاه الكردي قبل العربي، والسني قبل الشيعي، والعلماني قبل الإسلامي، فهم على حقٍ في ذلك، وبكاه غير العراق قبل العراق. 
هذا هو أبو ياسين ((رحمة الله عليه)) رجلٌ في أمة، أو أمةٌ اجتمعت في رجل، أو رجلٌ صار رسالة. 
فهو معتدلٌ أشد الاعتدال، متشددٌ أقصى التشدد، سهل يسير بسيط، صعبٌ لا يُنال. 
ولذا شاء الله أن يختم له بالشهادة لتكتمل لدية السعادة. 

كلمة ألقيت بمناسبة الذكرى السنوية الخامسة لاستشهاد السيد عز الدين سليم رحمه الله 
في احتفال أقيم بالمناسبة في النجف الأشراف




********************************



أمنية الشهيد عز الدين سليم

أمنية الشهيد عز الدين سليم احمد آل أبو عيون لم يكن الشهيد عزا لدين سليم غافلا عما ستؤول إلية الأحداث بعد سقوط النظام وما سيجره سقوط نظام بوليسي من ويلات وكوارث على الأقل في الساحة السياسية في البلاد ، بل انه قد تنبأ وبوقت مبكر الخطوط العامة لمجريات الأمور وخاصة بان الوتر الطائفي كان حاضرا في محافل المسيرة منذ تأسيس الدولة العراقية الحديثة عام 1921 وان الفتاوى المعلبة والجاهزة ستكون حاضرة في وقتها وستكون عابرة للحدود بمجرد أن تجد من يناديها من الداخل العراقي لتجدد ألقتله الشرعية الجديدة الثانية . ورغم هذا النضوج الفكري للشهيد والاستشراف لمجريات الأمور إلا انه أدرك وبوقت مبكر بان مراهقي السياسية سيزاحمونه في تنفيذ برامجه القادمة التي سيباشر ها ، وفعلا فقد باشرها فور وصوله ومن خلال ندواته الثقافية لفئات اجتماعية متعددة . وفعلا فقد زاحمه رفاق الدرب بقلة نظرتهم وسوء تقديرهم فكانت أمنيات الشهيد أن يدرك هؤلاء الأخوة بأنه لا يطلب أي منصب أو أي شئ من هذه الكعكة . بل أن أمنيته والتي كان يرددها كثيرا أن يسكن في غرفة من الطين ليعيد كتابة ما فاته من أفكار وآراء وكذلك يؤرخ لمساره السياسي وعلى مدى أربعين سنة الماضية من العمل الإسلامي وماذا قدم وأين نجح وأين فشل العمل الإسلامي بصورة عامة في العراق وماذا حقق الإسلاميون العراقيون . ورغم بلوغه مرتبة سياسية كبيرة ولو لفترة لا يقاس عمرها بقيمة المنصب إلا أن أمنيته ظلت نفسها هي غرفة من الطين ، فقد كان عازما على إن ينهي هذا السخف وانه اجبر واختير بغيابه ليكون رئيسا لمجلس الحكم . لكن أمنيته ظلت أمل يحدوه عسى أن يدركه بعد أن ينهي شهر الحكم ولكن شاءت إرادة الله ليكون شهيدا خالدا وهو في قمة السلطة . فرحم الله الشهيد عز الدين سليم وما تركة من دروس كبيرة لنا.





***********************


من مقالات الشهيد





في تراثنا الشعبي حكايات دالّة!

 

جريدة الشهادة السنة الرابعة العدد(158) صفحة(12)

 الاستاذ الشهيد عز الدين سليم (ره)

 

في تراثنا الشعبي نماذج إيجابية كثيرة في شكلها ومضمونها، غير أن إشعاعاتها وآثارها تخبو في عهود الغفلة وإن كان تاريخ الشعوب علمان أن الغفلة تأتي على الثوابت من الأفكار والحقائق أيضاً ناهيك عن الجوانب الأخرى من العبر والعظات العملية.

 

كنت وأنا أتنقل في مرابع الصبا أسمع بين حين وآخر قصة أدركت دلالتها الموحية بعد ذلك التاريخ كانت تقصها عليّ عجوز في دارنا، مقتضاها: أن قوماً شاهدوا يوماً(غلاف قوصرة تمرة) ـ غلف حلانة تمر ـ طافياً على سطح الماء النهر الجاري، وماء النهر يحمله على ظهر إلى جهة غير معلومة ـ  وحيث أن قاعدة ارخميدس في طفو الأجسام لم يطلع عليها ذلك الجيل الغابر من أمتنا ـ فإن(الغلف) الذي كانت تسوقه مياه النهر الجاري قد أعطى انطباعاً لدى القوم إن الشيء الطافي(قوصرة تمر حقيقية) تستحق المغامرة للحصول عليها، ولم يَدُر في خلد القوم أن القوصرة لا تطفو على سطح الماء، فيجري سباق بين القوم للحصول على الغنيمة، ويبدو أن الزمان شديد يستدعي ذلك السباق، فألقى عدد كبير من القوم أنفسهم في ماء النهر الجاري من أجل الحصول على المغنم!.

 

غير أن الذي يبدو أن بعضاً من أصحابنا كانوا حديثي عهد بالسباحة وبعضهم لم يكن له حظ فيها، فأودى(الغلف اللعين) ـ والعهدة على ذمة الراوي ـ بحياة الكثيرين غرقاً في لجة الماء الجارف.

 

هذا إضافة إلى ما سببته(أطروحة الغلف) من خسائر معنوية كالخلاف وسوء الفهم وما إليها.

 

إن هذه الحكاية وإن قُدّر أنها لم تَجر على خشبة الواقع، فإن الخيال الشعبي حين نسجها قد استوحى ممارسات من هذا القبيل.

 

إن عالمنا الشرعي الذي يسمى بأسماء عديدة ـ بسبب عدم استقرار وضعه أيضاً ـ (العلم الثالث، الدول النامية، وقيل النائمة، البلدان المتخلفة، عالم المستضعفين) تسود فيه ظاهرة الصراع من هذا القبيل غاية ما الأمر أن(الغلف) في مثالنا قد يكون غلفاً معنوياً وقد يكون مادياً، كبيراً أو صغيراً، طافياً فوق الماء أو مرتطماً فوق اليابسة، غير أن الجديد فيما يقع     في عالمنا أن الغرق يكون في متاهات وتصورات وآمال لا ترتبط بأرض الواقع المستور، وإن فريق المشاركين في العملية ربما يفوقون أصحاب الغلف أضعافاً.

 

ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.



أنعم الله على المواطن العربي



 

 

بقلم الشهيد عزالدين سليم

 

 

انعم الله على العرب بحكام يتحرقون حرصا على مصلحة البلاد واكرام المواطن العربي بمختلف الوسائل .

ولا يختلف قطر عن قطر في هذه الحالة  إذ كل الأنظمة العربية تسعى لإغراق المواطن العربي بالمال والكرامة والنعمة .

وان تلك الأنظمة تبذل جهدا مكثفا تثقفة على الديمقراطية والحرية ولغة الحوار ، ولهذا السبب يخطب كل رئيس عربي في كل أسبوع لمدة خمس ساعات لكي يفهم الموطن كيف يكون الحوار .

والمثير أن لغة الحوار التي تعتمدها الأنظمة العربية هي لغة حوار حضارية تكمن ميادينها في مقرات الآمن والمباحث وهو ما يعبر عنه بحوار الطرشان .

حوار شيق بين المواطن وبين رجل المخابرات قد تصل مدة إلى سنيين أو إلى نهاية عمر المتهم .

وهنا بودي أن اذكر لكم إحدى مظاهر الحوار في دولنا العربية  حين سأل مواطن عراقي عن الحرية في أمريكا فأجابه الأمريكي أننا نستطيع أن نهتف ضد رئيسنا مقابل البيت قصرة ، وهل لديكم هذا الخيار في العراق .

فرد علية العراقي فورا وبدون تأمل نعم ، نستطيع نحن أيضا أن نهتف ضد ريئسكم في قلب العاصمة بغداد ، ارايتم ؟ حوار وحرية وكل ما يتمناه المرء .

أيضا لا يستطيع أحد أن يشكك بنزاهة الدوائر الرسمية العربية فهي تتماشى حسب مصلحة الشعب وليس حسب مصلحة الأنظمة وهي تصدر القوانين والقرارات حسب ما ترى فيه منفعة الشعب والامة وليس حسب الحسابات الشخصية للرؤساء والوزراء .

وأجهزة الآمن والمخابرات العربية لا تسعى أبدا أن تلصق التهم  أو تقيد المواطن بأي سلاسل تحجم أفكاره أو اعتقادتة ولو كانت ضد الرئاسة أو ضد الديوان الملكي .

ولابد هنا أن نذكر نعمة الجيوش العربية ، فالحديث عن تلك الجيوش حديث ذو شجون ، إذ تعتمد المؤسسة العسكرية العربية على أجهزة متطورة وفعالة جدا ، ونحن رأينا فعاليتها في حماية السفارات الأمريكية والإسرائيلية من الجماهير الغاضبة ودورها الفعال في قمع كل التحركات الشعبية الخائنة ضد الحكومات الشرعية المنتخبة من قبل الشعب . وهي بالطبع تحرص على حياة جنودها وضباطها  إذ تقوم بالانسحابات العشوائية والواسعة أمام أي هجوم مغرض يستهدف الوطن ، وبهذا لم يكونوا مقصرين قط في الحروب العربية الإسرائيلية ، بل كانت تلك الهزائم حفاظا على أرواح الجنود والظباط الذين هم أبناء الشعب والامة .

وفي النهاية يقدر الشعب كل هذا الحرص من جانب الرئيس والملك وهو يرد جميلهم باستفتاء قد يقام كل عشر سنوات أو اكثر بعد انتفاضة شعبية عارمة أو فضيحة مالية أو مادية أو نسائية عاصفة والنتيجة دائما واضحة وشفافة أي إن الشعب يؤيد الرئيس أو الملك بنسبة غير مقنعة ولكن شرعية 99/99 بالمائة .

اللهم أدم هذه النعمة على هذه الأمة بهذه الزمر التي لو خيرت بين رؤوسنا ورؤسائنا لما تخطت رؤوسنا واحفظ أبنائهم لكي يحكمونا بعد أن يفقدوا  آبائهم السمع والبصر والبصيرة 



Copyright MyCorp © 2024