وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّـهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ -- \\ الدعوة الى الله واجبنا \\ الدعوة الى الإسلام مسؤوليتنا \\ الدعوة الى الحق والعدل طريقنا \\ الدعوة الى وحدة الأمة منهجنا موقع مكتب المعقل - يوم الوفاء … يوم إنتصار الوطنية على الإرهاب
       

-
الثلاثاء, 2024-05-07, 0:57 AM
حزب الدعوة الإسلامية \ مكتب المعقل
الرئيسية | التسجيل | دخول
 تابع واستمع خطب الجمعة بيانات حزب الدعوة الإسلامية مدونة نور الحقيقة بين الماضي والحاضر

-->
المتواجدون الآن: 1
زوار: 1
مستخدمين: 0

يوم الوفاء … يوم إنتصار الوطنية على الإرهاب

البيان
علي حسين الدهلكي
منذ بدابة عملية التفاوض لانجاز الاتفاقية الأمنية بين العراق والجانب الأمريكي لإخراج قواتها من العراق خرجت علينا الكثير من الأصوات النشاز التي شككت بالاتفاقية قبل أن يكتب حرفا واحدا منها .
وبينما انشغل المفاوضون بترتيب اتفاقية تضمن كرامة واستقلال العراق وتسعى لإخراج آخر جندي أمريكي من العراق ، وجدنا على الطرف الأخر من اخذ يكيل التهم ويسير بمنهج التشكيك والتخوين لمن يقوم بعملية التفاوض حتى إنهم وصلوا باتهامهم إلى درجة القول : لقد تم اليوم بيع العراق ، وما يجري من مفاوضات هو مؤامرة كبرى لان القوات الأمريكية لا يمكن أن تخرج بأي حال من الأحوال .
وبدل أن تحبط عزيمة المفاوض العراقي نتيجة هذه التخرصات التي كان يتفوه بها بعض المحسوبين على العملية السياسية ومن الذي يرتبطون بأجندات خارجية وجدنا إن أمر تلك المفاوضات قد اخذ منحا أخر حين دخل دولة رئيس الوزراء السيد نوري المالكي على خط المفاوضات وبدأ يحقق الانجازات المتعددة بالاتفاقية بعد أن اخذ الجانب الأمريكي يماطل ويحاول تحقيق مكاسب لصالحة ، فتمكن السيد المالكي من تغيير سير المفاوضات ليحقق بها مكاسب للعراق وشعبه من خلال إدارته للمفاوضات بطريقة جعلت المفاوضين الاميركيين يثنون على وطنيته .
وبعد مخاض عسير ولدت تلك الاتفاقية وخرجت إلى النور وتداولها المحللون والمختصون بالدراسة والتحليل وقد خرجوا متفقين بان هذه الاتفاقية تعد من أرقى الاتفاقيات التي تحققها حكومة لصالح شعبها خاصة إذا كان الطرف الآخر هو الجانب الأمريكي المعروف بخبرته الواسعة في مثل هكذا اتفاقيات والتي أصبح من العسير لأي مفاوض أن ينتزع مكاسب منه.
وقد دلت الوقائع والأحداث إن الاتفاقية الأمنية التي حققتها حكومة العراق برئاسة السيد المالكي فاقت توقعات كل المعنيين من حيث المكاسب التي حققتها هذه الاتفاقية إذا ما قورنت بمثيلاتها مثل الاتفاقية الأمريكية الألمانية والاتفاقية الأمريكية اليابانية والاتفاقية الأمريكية الكورية الجنوبية .
وبعد مرور الوقت وحتى أزوف وقت تنفيذ الاتفاقية ظل البعض من السياسيين يردد نغمة إن الاتفاقية خدعة أمريكية ، وتحولت نغمتهم من التشكيك بتنفيذ الاتفاقية إلى خطورة تنفيذها على الوضع السياسي والأمني ، ثم بعد ذلك تحول قسم من الذين كانوا يصدعون رؤوسنا بالجهاد ضد القوات المحتلة إلى أكثر الداعين لبقاء القوات الأمريكية .
وهذا نوع من الخداع والرياء السياسي الذي مارسه البعض ضد الاتفاقية لكونها تشكل مكسباً لحكومة السيد المالكي وتشكل تعرية لكل نواياهم وشعاراتهم الجوفاء التي تعرت وظهرت بواطنها التي أساسها الأول والأخير إرهاب في إرهاب .
لقد كان للاتفاقية الأمنية بالإضافة إلى المكاسب الوطنية التي حققتها الفضل في تعرية الكثير من أدعياء المقاومة والذين كانوا يصرون حينها على مقاومتهم للمحتل ويدعون إنهم يستهدفون المحتل ورغم تشكيكنا المستمر بهذه النوايا والتوجهات إلا إننا كنا نرى البعض مصراً على الاعتراف بالإرهاب كنوع من المقاومة للمحتل كما يدعون .
ولا اعرف ماذا سيقول هؤلاء الذين كانوا يطبلون للمقاومة وهم يشاهدون إن مقاومتهم (الشريفة) مصرة على ذبح العراقيين بعد جلاء كامل القوات الأمريكية ؟ ولا اعلم بماذا سيبررون أفعال هؤلاء ( المجاهدين ) وهم يقومون بتوزيع سياراتهم المفخخة على معظم أنحاء بغداد؟ فهل سيقولون إن هذا جهاد ما بعد مرحلة الانسحاب من اجل تطهير ارض الوطن من الشعب ؟.
وها هي الاتفاقية تنفذ بحذافيرها وينسحب أخر جندي أمريكي من ارض العراق ليعلن اليوم الذي تم فيه هذا الانسحاب بـ (يوم الوفاء) ، وفاء لكل الشهداء الذين روت دماؤهم الزكية ارض الوطن ، ووفاء لشهداء المقابر الجماعية ، وفاء لكل الأحرار والشرفاء الذين قارعوا طاغوت العصر (صدام ) وتحملوا كافة أنواع الاضطهاد والتنكيل من اجل خلاص هذا البلد من نظام أجرم بحق شعبه بطريقة لم يعرف لها التاريخ مثيلاً .
لقد شكل يوم الوفاء علامة مضيئة في تاريخ العراق الحديث وسيذكر التاريخ هذا اليوم بفخر واعتزاز لشعب وحكومة العراق ولرئيسها نوري المالكي وإخوانه من الوطنيين والشرفاء الذين ساندوه من اجل تحقيق هذه الاتفاقية .
كما سيسجل التاريخ في أحلك صفحاته سواداً إجرام الذين وقفوا ضد طموحات هذا الشعب ومارسوا معه شتى أنواع القتل والتنكيل مهتدين بقائدهم المقبور وبقاعدة خنازير آل سعود .
إن جيش وشعب العراق ليشعر اليوم بفخر لم يشعر به منذ تأسيس الدولة العراقية في عام 1921 بتنفيذ هذه الاتفاقية حيث شكل المنهج الوطني احد مرتكزات التفاوض الذي سلكته الحكومة الوطنية التي أسست لبناء مجتمع ديمقراطي حر خال من الإرهاب ورموزه مهما كانوا وأين ما كانوا.
أما الناعقون من خارج الحدود والمعتاشين على فتات الأراذل والخونة فهؤلاء سيبقون كما الكلب ينبح والقافلة تسير لأنهم لا يستطيعون أن يكونوا أحرارا كونهم ولدوا من أصلاب خونة ومارقين ديدنهم الأول الارتزاق والقتل والإجرام ، لذلك سيبقى يوم الوفاء يوماً لانتصار الوطنية ودحراً للارهاب ويوماً للإعلان عن وطن سيقف العالم أمامه احتراما وتقديرا واشادة بشعب لن يموت رغم كل مؤامرات الذين سرقوا طموحاته وأمنياته لأنه يعرف كيف يسترد حقه المسلوب مهما كثر الطغاة 

Copyright MyCorp © 2024