-
الأحد, 2024-05-05, 1:21 PM
حزب الدعوة الإسلامية \ مكتب المعقل
الرئيسية | التسجيل | دخول
 تابع واستمع خطب الجمعة بيانات حزب الدعوة الإسلامية مدونة نور الحقيقة بين الماضي والحاضر

-->
المتواجدون الآن: 1
زوار: 1
مستخدمين: 0
الرئيسية » » مقالات وتقارير مختارة

جيش المالكي ! الكاتب: محمد عبد الجبار الشبوط
2014-01-27, 4:42 PM


في عز المواجهة بيننا وبين النظام الصدامي البعثي المقبور، أيام المعارضة المجيدة، لم نكن نطلق على الجيش العراقي الباسل عبارة "جيش صدام". في عز عمليات القمع التي تعرض لها شعبنا العراقي في كردستان والأهوار والأنبار لم نكن نقول "جيش صدام". كنا نكن كل الاحترام والتقدير للجيش العراقي الذي كان اللبنة الأولى في بناء الدولة العراقية الحديثة التي كنا نعارض حكومتها وسلطتها الصدامية الغاشمة. لم نكن نعتبر هذا الجيش جيشا لصدام، وإنما كان، وكما سيبقى دائما، جيش العراق والعراقيين والدولة العراقية. كنا ندافع عن الجيش ضد ممارسات صدام معه، بما في ذلك زجه في حروب عدوانية في الداخل والخارج، وبما في ذلك التلاعب بالمسلكية والتقاليد العسكرية العريقة للجيش العراقي بوصفه من أوائل الجيوش المهنية المحترفة في المنطقة.
كان الجيش العراقي، حتى في عز الاضطهاد الصدامي للمعارضة وقوى الشعب الوطنية الأخرى، موضعا لمحبتنا وافتخارنا وعزنا. وتشهد أدبيات المعارضة العراقية، بما في ذلك "بيان التفاهم" الذي أصدره حزب الدعوة في أوائل الثمانينيات، وأدبيات الحزب الشيوعي، وغيرهما من قوى المعارضة، على الاحترام الكبير الذي كانت المعارضة العراقية تكنه للجيش العراقي بضباطه ومراتبه وجنوده ومآثره العظيمة.
لكن اليوم تنزلق وسائل إعلام غارقة في الحقد الطائفي والعنصري في مواقفها الى حد إطلاق تسمية "جيش المالكي" على قواتنا المسلحة التي تخوض أشرف معاركها ضد الإرهاب والقاعدة و"داعش"، هذه المعركة التي نالت من الدعم الدولي والشعبي ما قل نظيره في التاريخ العسكري بسبب عدالتها وأحقيتها وكونها تمثل معركة الانسانية ضد الظلم والتخلف والقتل المجاني على الهوية. لكن الاطراف الموغلة بطائفيتها ومن بينها وسائل إعلام تدعي الانتساب الى الشعب العراقي لم تستطع أن تخفي حقدها على الدولة العراقية والجيش العراقي الباسل، فأطلقت تسمية "جيش المالكي" عليه، وهي تحسب أنها تنتقص من جيشنا بهذه التسمية متناسية أنه جيش الشعب، وجيش الآباء المؤسسين له، وعلى رأسهم المرحوم جعفر العسكري، وجيش بكر صدقي، وجيش عبد الكريم قاسم، وجيش كل القادة العسكريين المحترفين والمهنيين الشرفاء الذين سجلوا صفحات بيضاء في تاريخ هذا الجيش لم تفلح كل ممارسات النظام المقبور في تدنيسها وتلويثها.
اليوم اصبح لدينا جيش محترف، ملتزم بقواعد الحياة الديمقراطية، بما في ذلك الخضوع لقيادة مدنية، وزير دفاع مدني، وقيادات عسكرية محترفة مشهود لها، ومراتب وجنود شجعان، وكما ينص الدستور، تشارك كل مكونات المجتمع العراقي في تكوينه. ويمثل هذه الجيش أحد أهم أركان وركائز الدولة الديمقراطية الوليدة، وهو اليوم يخوض أهم معارك الدولة العراقية التي لا تقل أهمية عن تلك التي خاضتها الولايات المتحدة، على سبيل المثال، في بدايات تأسيسها ونشوئها.
الموقف الوطني لا يقبل الكثير من الجدل في هذه المسألة، وهو الموقف الذي يتمثل في الوقوف الى جانب الجيش والقوات المسلحة والشرطة وكل الاجهزة المعنية التي تخوض معركتنا التاريخية مع الارهاب و"داعش". إن دعم هذه القوات والالتفاف حولها يمثل لحظة الاختبار للوطنية والاخلاص للوطن.
عبارة "جيش المالكي" شهادة سقوط في اختبار الوطنية لمن يستخدمها!!


جريدة الصباح
الفئة: مقالات وتقارير مختارة | أضاف: almaaqal
مشاهده: 350 | تحميلات: | الترتيب: 0.0/0
Copyright MyCorp © 2024
-----
-------