-
الأحد, 2024-05-05, 9:30 PM
حزب الدعوة الإسلامية \ مكتب المعقل
الرئيسية | التسجيل | دخول
 تابع واستمع خطب الجمعة بيانات حزب الدعوة الإسلامية مدونة نور الحقيقة بين الماضي والحاضر

-->
المتواجدون الآن: 1
زوار: 1
مستخدمين: 0
الرئيسية » » مقالات وتقارير مختارة

مأزق داعش وشركائها : الكاتب ياسين مجيد
2013-12-31, 4:21 PM


جاءت عملية (ثأر القائد محمد) في الزمان والمكان المناسب جدا ، فمن حيث الزمان ، فان القوات الامنية كانت ستخسر مصداقيتها بالكامل في حال لم تثأر لاستشهاد قائد الفرقة السابعة الفريق محمد الكروي ورفاقه الذين كانوا يطاردون عناصر داعش والقاعدة ، كما تزامنت العملية العسكرية مع استشهاد وجرح المئات من زوار أربعينية الامام الحسين (عليه السلام) على أيدي الامويين الجدد .
أما من حيث المكان ، فان صحراء الأنبار تمثل العمق الاستراتيجي للقاعدة وداعش وأخواتها في الحصول على الدعم اللوجستي المتعدد الإتجاهات والأشكال من الاستخبارات السعودية، وكذلك التنسيق والتعاون مع الجماعات الإرهابية التي تنتشر فوق الأراضي السورية المحاذية للعراق ، وبما يجعل صحراء الأنبار بمثابة نقطة الانطلاق الأساسية لتنفيذ العمليات الإرهابية في الأنبار والمحافظات المجاورة لها .
ومن أجل تحقيق كامل النتائج الاستراتيجية لعملية ثأر القائد محمد ، فان المسؤولية تحتم على القوات الأمنية الإستمرار في ملاحقة الزمر الإرهابية في صحراء الأنبار والجزيرة وبادية السماوة والناصرية والبصرة والتي تشكل بمجموعها خاصرة ضعيفة للأمن القومي العراقي يسهل اختراقها من الاستخبارات السعودية التي تقدم شتى أنواع الدعم للمنظمات الإرهابية لتغيير النظام السياسي في العراق على غرار مايجري في سوريا .
وبدون أدنى شك ، فان عملية تطهير صحراء الأنبار والجزيرة وبادية السماوة والناصرية والبصرة سوف تستغرق وقتاً طويلاً ، كما ان عملية التطهير ستحتاج الى جهد استخباري وعسكري كبير ، وهو مايتطلب تنسيقاً عالياً بين قيادات العمليات في المناطق المختلفة لتحقيق الأهداف الاستراتيجية لعملية ثأر القائد محمد، والتي نعتقد انها ستكون مقدمة لانقاذ العراق من خطر السيناريو السوري المدمر الذي تسعى بعض الدول الاقليمية لتنفيذه في العراق ، وهو مالم يعد خافياً على أحد .
فمن خلال قراءة سريعة للعبة التحالفات بين الجماعات الإرهابية على سورية، يتبين ان منظمة داعش لم يعد لها دور على الساحة السورية بعد الاعلان عن تشكيل الجبهة الاسلامية في العشرين من الشهر الماضي ، والتي تضم سبع منظمات إرهابية على رأسها أحرار الشام وقد أصبحت البديل للجيش السوري الحر الذي تلاشى دوره تماماً ، وجاء اعلان الخارجية الاميركية استعدادها للحوار مع الجبهة الاسلامية بمثابة الضوء الأخضر لمشاركتها في مؤتمر جنيف 2 ، هذه المتغيرات المتسارعة جعلت داعش خارج اللعبة السورية ، والانتقال كلياً الى العراق ، وهو مايفسر تراجع انشطة داعش الارهابية في سوريا وتصاعدها في العراق مباشرة بعد اعلان هذه التحالفات والتي كان للاستخبارات السعودية دور بارز في الاشراف عليها وتنظيمها .
واذا كان من المبكر تقييم نتائج عملية ثأر القائد محمد عسكرياً وامنياً ، فانه من البساطة تسليط الضوء على ردود فعل القوى السياسية والاجتماعية ومنظمات المجتمع المدني ووسائل الاعلام ومن بينها.
أولاً : حرصت بعض القوى السياسية على اثارة زوبعة سياسية – اعلامية دفاعاً عن ساحة الاعتصام في الأنبار ، كما طالب آخرون بعقد جلسة طارئة لمجلس النواب للبحث في مخاطر عملية اقتحام ساحة الاعتصام ، مع ان هؤلاء يعرفون جيداً كيف ان القاعدة والبعث قد اخترقا ساحة الاعتصام وانها تحولت الى منبر لترويج القتل والطائفية.
والأكثر من ذلك ان أحد الاعضاء البارزين في لجنة الامن والدفاع البرلمانية والمحسوب على احدى الكتل السياسية الكبيرة شكك بما تعلنه قيادة العمليات عن سير المعارك في صحراء الأنبار بالقول انها مجرد (بيانات اعلامية) ، وذهب (نائب بارز) آخر محسوب على كتلة سياسية كبيرة الى الادعاء ان مايحدث في الانبار يشتم منه رائحة الدم بخلفية طائفية ، في وقت كان قد التزم هذا النائب جانب الصمت المطبق على الابادة الجماعية التي ارتكبتها القاعدة بحق زوار أربعينية الامام الحسين (عليه السلام).
ومن يتابع هذه التصريحات المتعددة الأشكال والاتجاهات يخلص الى نتيجة واحدة مفادها ان هؤلاء كانوا يرفضون وتحت لافتات مختلفة قيام القوات الامنية بعملية ثأر القائد التي ربما لاحظوا انها سوف تحقق انتصاراً كبيراً على داعش والقاعدة ، وبما يعزز دور القوات الامنية وينعكس ايجابياً على السيد رئيس الوزراء خصوصاً مع اقتراب موعد اجراء الانتخابات البرلمانية ، وبعبارة أخرى ، فان مقتل قائد الفرقة السابعة الذي كانت تنظر اليه بعض القوى السياسية باعتباره فرصة ذهبية لمهاجمة المالكي سياسياً ، انقلب ليصبح كابوساً يقض مضاجعهم ويضعهم في خندق واحد مع داعش ، خاصة بعد اعتقال احمد العلواني الذي يعد من ابرز قادة ساحة الاعتصام في الأنبار والمقرب جداً من داعش ، والذي يتوقع ان يكشف عن الخطط الاجرامية التي كانت تصمم في بعض خيام ساحة الاعتصام والعلاقة باجهزة المخابرات الاقليمية .
ثانياً : في مقابل اصطفاف بعض القوى السياسية الى جانب داعش واخواتها ، سجلت العشائر العراقية وخصوصاً في محافظة الأنبار موقفاً مشرفاً في مساندتها للقوات الامنية والتصدي للارهابيين ، واذا كان عام 2007 قد سجل بداية هزيمة القاعدة في الانبار بمساندة العشائر والصحوات ، فان عام 2013 سيشكل محطة حاسمة في الصراع مع التنظيمات الإرهابية ليس في الأنبار فقط إنما في عموم العراق .
ثالثاً : أما الظاهرة الأخرى برزت بشكل قوي اثناء عملية الصراع مع داعش والقاعدة فهي وقفة وسائل الاعلام الى جانب القوات الامنية ، وهنا لابد من توجيه تحية الى السلطة الرابعة التي انحازت الى الشعب والوطن ووضعت نصب عينيها مصلحة العراق أولاً دون الاكتراث بحسابات بعض السياسيين الذين استرخصوا دماء العراقيين في لعبة البازار السياسي .
والى جانب الانجازات والدروس الكبيرة التي حققتها القوات الأمنية في (معركة الصحراء) التي تعد الأولى في مواجهة التنظيمات الإرهابية ، فان دماء القائد محمد ورفاقه وزوار الامام الحسين (عليه السلام) تستدعي قيام الاجهزة المعنية بالتعاون مع السلطة القضائية بمحاكمة الذين تم اعتقالهم وانزال العقوبة الصارمة بحق المجرمين منهم وباسرع وقت لتكتمل الانجازات في عملية ثأر القائد محمد
الفئة: مقالات وتقارير مختارة | أضاف: almaaqal
مشاهده: 274 | تحميلات: | الترتيب: 0.0/0
Copyright MyCorp © 2024
-----
-------