-
السبت, 2024-04-20, 9:04 AM
حزب الدعوة الإسلامية \ مكتب المعقل
الرئيسية | التسجيل | دخول
 تابع واستمع خطب الجمعة بيانات حزب الدعوة الإسلامية مدونة نور الحقيقة بين الماضي والحاضر

-->
المتواجدون الآن: 1
زوار: 1
مستخدمين: 0
الرئيسية » » مقالات وتقارير مختارة

بروفة الإنفصال .. النائب ياسين مجيد
2013-02-24, 10:30 PM


في كل جمعة ، تتضح صورة مشروع التظاهرات التي تقام في الأنبار والموصل وسامراء ، ولم يعد خافيا على أحد سواء في داخل العراق وخارجه ، الهدف الإستراتيجي لهذا المشروع الذي ولد وهو يحمل منذ اليوم الأول شهادة ميلاد إقليمية ، وقد تبين ذلك من خلال الهتافات واللافتات والصور والأعلام التي رفعها المتظاهرون .

وربما كان لافتا لإنتباه الكثيرين ، حملة الهتافات والخطابات الطائفية الممنهجة والمصحوبة بالشتائم والسباب للشيعة منذ اليوم الأول لإنطلاق التظاهرات وحتى الآن ، وهو ما يمثل ظاهرة غير مألوفة في المجتمع العراقي على مدى العقود الماضية وحتى أثناء الفتنة الطائفية التي أعقبت سقوط النظام الدكتاتوري ، والأكثر من ذلك ، إن الخطاب الطائفي – التصعيدي في التظاهرات لم يقتصر على طبقة السياسيين السنة ، بلّ أمتد ليشمل رجال الدين وشيوخ العشائر، وخصوصا اولئك الشيوخ الذين يرتبطون بعلاقات وثيقة وقوية مع شيوخ عشائر الوسط والجنوب .

إن مهندسي (مشروع التظاهرات ) يعملون ليل نهار على حرق وقطع جميع جسور التواصل بين الشيعة والسنة ، وبدون أدنى شك ، فإن الإعتداء على شيوخ عشائر الجنوب والوسط في الأنبار ، يمثل رسالة بالغة على مدى خطورة المشروع الإقليمي الذي يهدف الى صناعة (فصل مجتمعي) بين مكونات الشعب العراقي ، وهو الفصل الذي بدأ يلامس أخطر حلقة تواصل بين الشيعة والسنة وهي العشائر التي تمثل الوشيجة الأقوى في المجتمع ، وبعبارة أخرى ، فاذا كان مشروع (الفصل المجتعي) الذي كانت محطته الأولى قد اعلنها اسامة النجيفي من واشنطن بدعوته لإقامة الإقليم السني بعد لقائه مع نائب الرئيس الأميركي جوزيف بايدن ، فإن المحطة الأهم في الفصل المجتمعي قد وصلت اليوم الى شيوخ العشائر بعد ان تخطت بسهولة عقبة رجال الدين وخصوصا من اولئك الذين يعملون على اعطاء مشروع الفصل المجتمعي طابعا شرعيا .

وما يثير علامات الإستفهام إن دعوة اسامة النجيفي لإقامة الإقليم السني قد لاقت رفضا قويا من المحافظات ذات الأكثرية السنية وتحديدا محافظة الأنبار ،حتى إن النجيفي أضطر للتراجع عن مبادرته التي بشر بها في لندن بعد واشنطن ، ولكن تطورات الأوضاع في سوريا التي تغلي على المرجل الطائفي قد ساعدت بدرجة كبيرة على الترويج للإقليم الذي تحول الى أحد أبرز مطالب المتظاهرين، وهنا تكمن خطورة التظاهرات في الأنبار وسامراء والموصل التي تحولت الى سياسية بالكامل وتعدت حاجز المطالب المشروعة.

وما يزيد في خطورة مشروع (الفصل المجتمعي) ، دخول أصبع الديناميت الإقليمي على خط التظاهرات ، حيث يتبارى خطباء الجمعة في القاء الخطب الطائفية والإستقواء بتركيا والدول العربية لمقاتلة أبناء وطنهم – الشيعة – !!! ومناشدة اردوغان لان يكون مثل جده محمد الفاتح الذي قاتل الصفويين ، كما ناشد خطيب الأنبار رئيس إقليم كردستان ليعود الى رشده ويكون مثل جده صلاح الدين الأيوبي الذي قاتل (الدولة الفاطمية) وتناسى خطيب الأنبار تحرير صلاح الدين للقدس ، لأن المطلوب من اردوغان والبارزاني وحكام الخليج اليوم في عرف خطيب الأنبار هو مقاتلة الشيعة وليس غيرهم ، بإعتبار ان المشروع الإقليمي الجديد هو إن يتحول الشيعة الى العدو الأول للعرب والمسلمين بدلا عن إسرائيل .

لقد تمكن أصحاب مشروع التظاهرات خلال شهرين فقط ، وهي فترة زمنية قصيرة في جميع الحسابات الى صناعة (فصل مجتمعي) بين المكونات العراقية وتحديدا بين الشيعة والسنة تمهيدا لتنفيذ الحلقة الاكثر خطورة على وحدة وسيادة العراق ، وهي التقسيم من خلال مشروع اقامة الإقاليم على أُسس طائفية وأثنية ، أي إن الفصل المجتمعي سيكون مقدمة لصناعة فصل جغــرافي – سياسي جديد للعراق .

إننا على ثقة تامة بان مهندسي (مشروع التظاهرات) سيواجهون فشلا ذريعا في نهاية المطاف وسوف يكتب التاريخ عنهم ، إنهم أسوأ حتى من جنرالات الإنقلابات العسكرية ، كما سيكتشف الانقلابيون الجدد إن وحدة العراق هي خط أحمر سيدافع عنه العراقيون من جميع مكوناتهم.

البيان
الفئة: مقالات وتقارير مختارة | أضاف: almaaqal
مشاهده: 344 | تحميلات: | الترتيب: 0.0/0
Copyright MyCorp © 2024
-----
-------