-
الجمعة, 2025-06-27, 7:12 AM
حزب الدعوة الإسلامية \ مكتب المعقل
الرئيسية | التسجيل | دخول
 تابع واستمع خطب الجمعة بيانات حزب الدعوة الإسلامية مدونة نور الحقيقة بين الماضي والحاضر

-->
المتواجدون الآن: 1
زوار: 1
مستخدمين: 0
الرئيسية » » الاخبار السياسية

كلمة دولة رئيس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة السيد نوري كامل المالكي بمناسبة الذكرى الثانية والتسعين لتأسيس الجيش العراقي الباسل
2013-01-06, 5:53 PM


بسم الله الرحمن الرحيم

يسعدني في هذا الظرف الدقيق والحساس من تاريخ العراق ان أتقدم بأحر التهاني والتبريكات لجيشنا الباسل بمختلف صنوفه ومراتبه.
انني اود ان أسجل هنا اعتزازي بكم أيها الشجعان الأبطال في جيشنا البطل من القادة وكبارالضباط ومراتب الجيش كافة.
انه من دواعي الفخر والاعتزاز ان يحتفل الشعب العراقي وقواته المسلحة بعيد تاسيس الجيش الذي قدم خيرة شبابه من اجل المحافظة على وحدة العراق ودحر الإرهاب والذود عن سيادة البلاد واستقرارها.
أيها الأخوة والأخوات من منتسبي جيشنا الباسل لقد كان فوج موسى الكاظم عليه السلام النواة الأولى للجيش العراقي الذي اصبح منذ نشأته الأولى تجسيدا لوحدة شعبنا بجميع قومياته وأديانه ومذاهبه ، ويكون في الوقت ذاته حاميا لهذه الوحدة مدافعا عنها وعن استقلال العراق وسيادته وصائنا لمقدراته وثرواته.
ان جيشنا الذي تضررت سمعته كثيرا نتيجة سياسات النظام السابق ومغامراته الهوجاء في الداخل والخارج استعاد اليوم ثقة الشعب به وثقته بنفسه وايمانه برسالته واهدافه النبيلة،ولهذا فهو اليوم اصلب ارادة واقوى شكيمة في تحقيق المهام الموكله اليه.
ان هذا الجيش لايمكن ان يعود بعد اليوم اداة قمعية في الداخل او اداة عدوانية في الخارج، بل سيبقى قوة رادعة لكل من تسول له نفسه التجاوز على ارض العراق أو أجوائه أو مياهه أو يتعرض لسيادته.
ان هذا الجيش يتحمل اليوم مسؤولية الدفاع عن بلد عظيم مثل العراق بكل مافيه من تاريخ وثقل حضاري وموقع حساس وثروات بشرية ومادية هائلة وبناءا على ذلك يجب ان يكون على مستوى ما يقوم به من مهمة، يجب ان يكون مدربا على احسن فنون القتال ومجهزا بأحسن أنواع الأسلحة واكثرها تطورا وهذا مانسعى اليه حاليا ضمن ما تسمح به إمكاناتنا وما تقتضيه عملية تنويع مصادر السلاح الذي تقوم عليه الجيوش الحديثة، ورغم الخطوات التي قمنا بها في هذا المجال فاننا مازلنا في بداية الطريق وسنبقى نسعى في هذا الطريق حتى الوصول الى المستوى الذي نوفر فيه ما يكفي من القوة الرادعة التي تجعل العراق شامخ الراس موفور العزة مطمئن على امنه وسيادته واستقلاله.
ان ماينفق حاليا على تجهيز الجيوش وتدريبها وتطويرها في منطقتنا لا يمكن مقارنته مع ما يحصل في العراق ،لقد انفقت احدى دول المنطقة فقط في العام الماضي اكثر من ثلاثين مليار دولار لتطوير وتحديث قواتها العسكرية .
اننا في الوقت الذي لانريد الانخراط في هذا السباق الذي لا نجد مبررا له في وقت جعلنا همنا الاساسي من قواتنا العسكرية هو فقط الدفاع عن العراق ومصالحه ، ولابد من الاشارة هنا الى ضرورة ابعاد القوات العسكرية وعملية بنائها وتجهييزها عن المنافسات السياسية والتجاذبات فيما بين الاحزاب والقوى المختلفة، فاي قوة مضافة الى جيشنا واي خبرة وكفاءة جديدة يحصل عليها تعتبر قوة لنا جميعا ولا يوجد بلد عزيز مهاب دون ان يكون له جيش قوي قادر على ردع المعتدين عليه والطامعين به.

لقد تأسس الجيش العراقي كما هي مهمة الجيوش في كل العالم ليكون درعا للبلاد وحاميا لامنها وسيادتها ومدافعا عن مقدراتها وثرواتها، وما حدث من خروج على هذا النهج سواء في الداخل أو الخارج إنما كان بسبب مغامرات النظام السابق ونزعته العدوانية وأطماعهم التوسعية. ان الجيش العراقي الذي استعاد ثقة الشعب به وتزايد اعتماد الشعب عليه لا يمكن إلا ان يكون درعا للشعب كله بجميع أديانه ومذاهبه وقوميأته.
ان طبيعة الظروف الدولية والاقليمية والمعقدة جعلت من الامن منظومة متشابكة يتداخل فيها الامن الخارجي بالامن الداخلي الامر الذي انعكس على مهمة الجيش التي تتلخص في صيانة البلاد والحفاظ على سيادتها واستقلالها.
ان ما تقوم به قواتنا العسكرية حاليا من مطاردة لعصابات القاعدة وفلول البعث الصدامي والعابثين بامن البلاد لا ينفصل ابدا عما تقوم به القوات العسكرية من جهد في حماية الحدود ومنع الاختراقات.

ايها الاخوة والاخوات : ان تحكيم الروح الوطنية الرفيعة والانضباط العسكري يعني ان كل مهمة تناط بكم ينبغي الاضطلاع بها بكل مسؤولية واحترام والحرص على ان تكون البزة العسكرية موضع احترام واعتزاز الجميع دون استثناء،ومن هنا يجب ان نضع خطا فاصلا بين مايدور في الساحة السياسية من جدل وصراع وما ينبغي ان نتحلى به في الميدان العسكري من قيم الانضباط والمهنية
ايها الاخوة والاخوات : اريد ان اغتنم هذه الفرصة لاقول لكم بكل صدق ان التنافس الاقليمي والاستقطاب الموجود في المنطقة وما يحيط بنا من توتر طائفي اخذ يلقي بضلاله الثقيلة على العراق. واصبحت قواتنا لاتقاتل جماعات ارهابية او اجرامية معزولة بل نقاتل جماعات مدعومة بتيارات فكرية تكفيرية خطيرة تعج بها المنطقة حاليا. ان نجاة العراق تكمن في عزل انفسنا عن هذه التيارات التي تعصف في المنطقة وليس في محاولة الاستعانة بها من طرف ضد الطرف الاخر. ان الاستقواء بهذا الطرف الاقليمي لاضعاف طرف عراقي داخلي يعد عملا خطيرا يفتح ابواب الشر علينا. اقولها بكل صراحة لقد سمحنا بفتح هذا الباب حين تفرقنا واختلفنا في مواجهة نوايا التدخل التي وصلت احيانا حد الافصاح عنها علنا ومن اعلى المستويات. ان عدم اتخاذ موقف رافض بحزم ازاء هذه المواقف مهما كانت الجهة التي تقف وراءها جر علينا الويل وسياخذنا الى ماهو اسوء لا سامح الله اذا ما تواصل ذلك.
ايها الاخوة والاخوات ان الدول لا تبحث عن مصالحنا ولا تبحث عن مصالح هذه الجماعة القومية او الدينية او المذهبية العراقية او تلك، انها تبحث عن مصالحها وما يخدم هذ المصالح وهي مستعدة لدعم اي جماعة تضع نفسها في هذا السياق مهما كانت النتائج.
من هنا اقول من موقع المسؤولية نحن اليوم امام منعطف خطير هل نحن بمستوى المسؤولية فنتخذ قرارنا بانفسنا بناءا على ماتقتضيه مصالحنا كعراقيين ومصالح بلدنا بعيدا عن تاثير الاخرين ومصالحهم ام اننا نعمل كامتداد لهذا الطرف الاقليمي او ذك. علينا الاجابة عن ذلك بكل وضوح. وستكون كل المسائل الاخرى سهلة ويمكن حلها بالحوار الاخوي والانفتاح على بعضنا فلا مطلب يصعب تحقيقه ولا خلاف يتعذر حله ،ولكن اذا بقينا نتطلع الى خارج الحدود ونراهن على هذا الطرف الاقليمي او ذك فسوف لن نجلب لبلدنا واهلنا وانفسنا سوى الدمار والماسي ،وليكن لنا عبرة بما يحدث حولنا ولا حاجة لذكر الامثلة وهي كثيرة كما تشاهدون.
ايها الاخوة والاخوات. اقول بكل صدق لابد ان نوحد ولائنا لهذا البلد لا لغيره واذا كان البعض يرى في الاتكال على هذا الطرف او ذاك عزا وقوة له فهو واهم لا عزة ولاقوة لعراقي الا بالعراق وحده ،لا بد ان تكون مصلحته فوق كل اعتبار واذا فشلنا في ذلك وكانت لنا ولاءات اخرى ومصالح شتى فلا تنتظروا امنا ولا استقرارا ولا بلدا موحدا ولا شعبا متحابا متكاتفا .
اقول بكل صراحة سيصبح ذلك كله مجرد هراءلاغير اذا لم نكن موحدين في البديهيات من القضايا الوطنية وفي مقدمتها الامن فاذا كنا لا نملك رؤية موحدة لامننا فكيف تريد منا ان نصنع لك امنا،واذا كنت تملك رؤية امنية ومنظومة امنية تعمل بصورة مختلفة او مناقضة احيانا لما نعمل عليه فكيف تريد ان يستقر الامن ،واذا كنت تعمل في سياسة خارجية مخالفة لما تعمل به الدولة فكيف تريد عراقا عزيزا مهابا،واذا كنت تعمل في استراتيجية اقتصادية مخالفة لما نعمل به فكيف تريد مني اقتصادا ناجحا،واذا كنت تخطط لاهداف استراتيجية استثمارية مختلفة فكيف تريد مني ان اضع خطة تنموية فعالة. واذا كنت ترى في الغير احب اليك من العراق فكيف استطيع ان ابني لك دولة وأوسس كيانا موحدا .
ابها الاخوة لنختلف فيما بيننا ما شئنا من الاختلاف ولكن يجب ان نتوحد حينما يصل الامر الى الخارج،اقول اذا لم نحسم هذه الامور وتركنا الزمام بيد من لا تهمه مصلحة العراق،فلا تتفاجئوا ان يجرنا ذلك الى الخسران المبين جميعا لا سامح الله.
في الختام اتوجه الى كل المواطنين لاحيطهم علما بما يدور حول بلادهم انكم اليوم في اختبار صعب يجب ان نخرج منه مرفوعي الراس موحدين ولن يكون ذلك الا بتكاتفنا ونبذ التدخلات الخارجية والممهدين لها بيننا.


موقع رئيس الوزراء

الفئة: الاخبار السياسية | أضاف: almaaqal
مشاهده: 551 | تحميلات: | الترتيب: 0.0/0
Copyright MyCorp © 2025
-----
-------