-
الأحد, 2024-04-28, 10:36 PM
حزب الدعوة الإسلامية \ مكتب المعقل
الرئيسية | التسجيل | دخول
 تابع واستمع خطب الجمعة بيانات حزب الدعوة الإسلامية مدونة نور الحقيقة بين الماضي والحاضر

-->
المتواجدون الآن: 1
زوار: 1
مستخدمين: 0
الرئيسية » » مقالات وتقارير مختارة

حملة تعليم الكبار.. فرصة لتحقيق الذات وتطوير المجتمع - صحيفة الصباح -
2012-11-13, 7:24 PM


في النجف.. كيف أصبحت المرأة غير المتعلمة مديرة لمركز محو الأمية؟
ا
لم يتوقف طموح السيدة ملكية عند تعلم القراءة والكتابة، بل ان حلمها الذي تحقق في ما بعد كان يتعدى اجتياز الدراسة في مركز محو الأمية، ولم ينته ذلك الحلم أيضا لدى اختيارها مع مجموعة من أقرانها المتميزات لإكمال الدراسة في الخامس الابتدائي، وإنما بدأت مشوارها بمرحلة جديدة لم تتوقف حتى حصولها على شهادة البكالوريوس في الجامعة المستنصرية.

كان ذلك في سبعينيات القرن الماضي، عندما التحقت ملكية تمكين بأول مركز لمحو الأمية افتتح في منطقتها وهو مركز السنابل، بعدما تركت الدراسة وهي في مرحلة الرابع الابتدائي، وبالفعل حققت ملكية ما كانت تصبو إليه، وهي الان معلمة جامعية ومد يرة مركز الانصار لمحو الامية في النجف.

عن رحلتها الدراسية تقول ملكية: انها حصلت على معدل 86 بالمئة في الدراسة المتوسطة ما أهلها لدخول دارالمعلمات وبعدها تم قبولها في كلية التربية في جامعة البصرة. وفي هذه المرحلة ارادت ان تترك الدراسة بسبب ظروف الحرب مع إيران في الثمانينيات، وصعوبة الذهاب الى البصرة التي كانت على خط المواجهة في الحرب، الا ان أباها وهو مدرس شجعها على الاستمرار بالدراسة، لتنتقل بعد ذلك الى الجامعة المستنصرية، حيث حصلت على شهادتها الجامعية.
وتقول ملكية: " لولا مسؤوليات العمل وأعباء الحياة لأكملت الدراسة حتى الحصول على شهادة الدكتوراه".

إقبال نسوي على المراكز

تسعى السيدة ملكية اليوم الى مساعدة النساء في تعلم القراءة والكتابة، فهي تقول: "تطوعت لفتح مركز لمحو الأمية عندما طلبت منا مديرية التربية ذلك في مطلع شهر حزيران الماضي، ورغم ان المركز بعيد عن منطقة سكني الا انني اشعر بمسؤولية تجاه هذا العمل، ولأنني تخرجت في مركز لمحو الامية فإنني أرغب في أن أرى النساء يتعلمن وينالن فرصتهن في التعلم".

في هذا المركز المخصص للنساء بلغ عدد الدارسات 110 بين فتاة وامرأة، موزعات بين ستة صفوف. وتقول السيدة ملكية: إنها تشجع النساء في المنطقة على الالتحاق بمحو الأمية، وتطلب من تلاميذها في المدرسة الابتدائية ان يحثوا امهاتهم او اخواتهم الأميات على الالتحاق بالدراسة.

وتروي بسعادة كيف ان احد التلاميذ اخبرها ان أمه الدارسة في محو الامية اخذت تساعده في تحضير دروسه بعد ان تعلمت القراءة والكتابة والحساب. تقول ملكية: "نعاني في المدرسة من تدني مستوى التلاميذ من أبوين أميين، لذلك اعد التعليم مهماً للابوين خصوصاً الام لتساعد في رفع المستوى الدراسي لابنائها"، مشيرةً الى انها تجد مستوى اقبال النساء على الدراسة جيدا جداً وان التسجيل في مركزها مستمر حتى الآن، للمشمولات وفق القانون اللواتي تتراوح أعمارهن بين (15 – 40) سنة.

احدى الدارسات التي اقتربت من سن الاربعين وهي نهية مهدي (ام زينب) حدثتنا عن تجربتها في تعلم القراءة والكتابة في هذا المركز، وعبرت عن سعادتها عندما سمعت بافتتاح المركز والتحقت به لتتعلم القراءة والكتابة والارقام وهي الآن متمكنة من ذلك. تقول ام زينب: "تركت الدراسة في الابتدائية لأن عائلتنا كانت كبيرة، وامي كانت تحتاجني لمساعدتها في اعمال المنزل ما جعلني اترك المدرسة رغم اني امتلك الرغبة في اكمال دراستي".

شباب لا يجيدون القراءة

لم تقتصر مراكز محو الامية في النجف على النساء، فهناك مراكز للذكور ايضاً. ومنها مركز المعرفة لمحو الأمية، حيث تحدث الينا مديره غازي عبد لفتة، قائلا: "عدد الدارسين في المركز بلغ 150 وهم موزعون بين أربعة صفوف..، طبعا من المفترض ان تكون هناك عشرة صفوف لكن بسبب قلة المحاضرين اضطررنا الى اختزالها الى اربعة صفوف فقط".

ويؤكد لفتة ان الدراسين يستوعبون المواد بشكل جيد، لأنهم التحقوا بالدراسة وفقا لرغبتهم دون ان يجبرهم أحد، حتى الحضور يراه لفتة جيداً رغم ارتباط الدارسين بعملهم.
وبشأن محاسبة المتغيبين، يقول لفتة: "ليست هناك محاسبة على الغياب بل هناك التزام أخلاقي بيننا وبين الدارسين، وقد تحدثت إليهم في بداية التحاقهم عن فوائد التعليم وكيف يمكن ان يستفيدوا من هذه الفرصة، وأجد الاقبال جيداً وكذلك الالتزام بالحضور".

ويعرب عن حزنه عندما يرى ان معظم الدارسين هم من الشباب ومن مواليد الثمانينيات والتسعينيات، ويقول: "ان المدة التي وقع فيها العراق تحت طائلة العقوبات الدولية، وما رافق ذلك من صعوبة في الظروف المعيشية دفعت الكثيرين الى ترك الدراسة، وتفشت الامية واتسعت في تلك الفترة لذلك تجد شاباً جميل المنظر وحالته المادية جيدة الا انه لا يجيد القراءة والكتابة لانه ترك الدراسة في تلك الفترة.. اعد هذا الامر جريمة بحق الشباب العراقي".
ويؤكد لفتة ان الشيء المفرح هو انخفاض نسبة الامية والتسرب من المدارس في السنوات الاخيرة.

حسن عبد الهادي، أحد الدارسين في المركز من مواليد 1980 يقول: انه ترك الدراسة في الصف الثالث الابتدائي، والسبب هو انه أرغم على التوجه الى العمل لإعالة أسرته بعد استشهاد والده، ورغم انه يعمل الآن كعامل بناء الا انه يصر على حضور دروس محو الامية ليتعلم القراءة والكتابة، ولديه طموح بأن يكمل دراسته فالوقت مازال أمامه والفرصة سانحة من خلال هذه المراكز ، كما ان لحسن ابناً في الصف الاول الابتدائي، وبنتاً في روضة الاطفال، وهو يرغب في ان يعلمهما حتى يحصلا على الشهادة الجامعية، ولا يرى مبرراً لتكرار الخطأ نفسه الذي وقع فيه.
الفئة: مقالات وتقارير مختارة | أضاف: almaaqal
مشاهده: 443 | تحميلات: | الترتيب: 0.0/0
Copyright MyCorp © 2024
-----
-------