-
الإثنين, 2024-04-29, 2:44 AM
حزب الدعوة الإسلامية \ مكتب المعقل
الرئيسية | التسجيل | دخول
 تابع واستمع خطب الجمعة بيانات حزب الدعوة الإسلامية مدونة نور الحقيقة بين الماضي والحاضر

-->
المتواجدون الآن: 1
زوار: 1
مستخدمين: 0
الرئيسية » » مقالات وتقارير مختارة

صورة بيضاء لمسؤول أسود !‏
2012-11-07, 7:10 PM
علي جاسم
صحيفة الصباح

تناقلت بعض وسائل الاعلام ‏والفيس بوك صورة بيضاء ‏مشرّفة للرئيس الاميركي باراك اوباما وهو يبكي ‏بتأثر وحزن شديد اثر وفاة ‏عشرات المواطنين الاميركيين ‏بسبب ما تعرضت له الولايات ‏المتحدة الاميركية من خراب ‏وحرائق وانقطاع الكهرباء ‏وخسائر بمليارات الدولارات ‏بسبب إعصار ساندي، فقد أدت ‏مياه الفيضانات الى غمر المنازل ‏وشبكة مترو الأنفاق في ‏نيويورك، كما تناقل الاعلام صورا ‏أخرى لأوباما وفريقه وهم ‏يتابعون تطورات الإعصار المدمر ‏وقد ظهرت عليهم علامات الحزن ‏والألم، فضلا عن تركه العاصمة ‏وسفره الى نيويورك لمتابعة ‏تطورات الإعصار عن كثب ‏وتوجيهه دعوة الى السكان بغية ‏اتباع إجراءات السلامة القصوى ‏لتلافي حدوث خسار اكثر.‏

حالات الحزن والالم والتأثر التي ‏توضحت معالمها على وجوه ‏المسؤولين الاميركيين ‏والمواطنين على حدّ سواء وفي ‏مقدمتهم اوباما هي حالة انسانية ‏طبيعية ومنطقية جدا لما مرت به ‏البلاد الاميركية من ظروف جوية ‏قاهرة ألقت بظلالها على ‏المواطنين والممتلكات، وهي ‏مشاعر تتولد من داخل الروح ‏الانسانية وتزدحم كلما مر الانسان ‏بصعاب واخطار، وكأنها مشاعر ‏مخصصة من قبل الاله يسكبها ‏برحمته على البشر لتلافي أي ‏هموم وأحزان فيتبادلونها ‏ويتراحمون بين بعضهم البعض ‏ويتناسون اية ضغينة أو خلافات ‏سابقة بينهم، فيقدم كل شخص ‏المساعدة والعون لأخيه الانسان ‏دون انتظار كلمات الشكر ‏وعبارات الامتنان، وهذه الحالة ‏طالما قد مررنا بها نحن العراقيين ‏وتذوقنا لحظاتها الحلوة وسط ايام ‏دامية وسنوات عجاف وموحشة، ‏حتى كأننا قد زرعنا الصبر في ‏بلادنا وحصدنا ثمار المحبة ‏والاخوة الانسانية بعيدا عن ‏تسميات غريبة ومسميات عجيبة، ‏والامثلة والشواهد على هذا الحال ‏كثيرة ومتعددة.‏

ورغم اننا ــ كمواطنين عزل ‏وبسطاء ــ كثيرا ما عشنا هذه ‏اللحظات الانسانية بصدق ‏وعفوية، إلا اننا لم نسجل أية ‏مواقف رسمية حكومية وبرلمانية ‏إلا ما ندر كموقف الرئيس أوباما، ‏فلم نشاهد مسؤولا عراقيا أطل ‏علينا بدموعه وهو يشاهد تناثر ‏أشلاء أطفالنا بعبوات الحقد ‏التكفيري أو ان برلمانيا قد قضم ‏اظافره واصابعه عند سماعه نبأ ‏تشظي مجاميع العمال في ساحات ‏طلب الرزق بسيارات أمراء ‏الارهاب المجانين او حتى في ‏الاسواق والمستشفيات ‏والمؤسسات الحكومية الاخرى، ‏حتى لو كانت دموعه لغايات ‏سياسية وانتخابية!، بينما كانت ‏دموع اوباما كالمطر المنهمر، ‏رغم ان عدد مسؤولينا من وزراء ‏وبرلمانيين وسياسيين ورؤساء ‏كتل وأحزاب وتكتلات كبير جدا ‏يفوق ما موجود في الولايات ‏الاميركية نفسها، كما ان جميع ‏وجوههم جميلة وبراقة، بل ان ‏ألوان وجوه مسؤولينا هي حمراء ‏أو بيضاء أو حتى شقراء وليست ‏كوجه اوباما ذي اللون الوحيد ‏الاسود!، لكنه مع ذلك فقد سجل ‏موقفا مشرّفا وأظهر صورة براقة ‏لما يفترض ان يكون عليه ‏المسؤول الحقيقي تجاه بلده ‏ومواطنيه، علما إن إجمالي عدد ‏القتلى من جراء اعصار ساندي ‏حتى يوم السبت الماضي لم ‏يتجاوز المئة مواطن فقط، وهو ‏عدد قليل نسجله بحوادث تكاد ‏تكون روتينية، وربما هذا هو ‏السبب الفعلي في قلة مبالاة بعض ‏سياسيينا تجاهنا.‏
الفئة: مقالات وتقارير مختارة | أضاف: almaaqal
مشاهده: 429 | تحميلات: | الترتيب: 0.0/0
Copyright MyCorp © 2024
-----
-------