-
الخميس, 2024-04-18, 3:27 AM
حزب الدعوة الإسلامية \ مكتب المعقل
الرئيسية | التسجيل | دخول
 تابع واستمع خطب الجمعة بيانات حزب الدعوة الإسلامية مدونة نور الحقيقة بين الماضي والحاضر

-->
المتواجدون الآن: 1
زوار: 1
مستخدمين: 0
الرئيسية » - » من شخصيات ورموز الدعوة

القائد والمفكر الشهيد محمد هادي السبيتي
2012-10-20, 2:44 PM


شذرات من سيرته وجهاده

سيرته وجهاده

ـ ولد المفكر الإسلامي والداعية المخضرم المهندس محمد هادي السبيتي (رض)، في مدينة الكاظمية عام (1930).
...ـ والده الكاتب الإسلامي العلامة الشيخ (عبد الله السبيتي) صاحب كتاب (سلمان الفارسي)
ـ جده لأمه هو سماحة الأمام الكبير السيد (عبد الحسين شرف الدين الموسوي العاملي(قده ) صاحب كتاب (المراجعات) والمصنفات المشهورة الأخرى .

ـ أنهى دراسته الأولية في مسقط رأسه، ثم أكمل دراسته الجامعية ليتخرج في جامعة بغداد/ كلية الهندسة / قسم الكهرباء .
ـ عمل بعد تخرجه في محطة كهرباء بغداد حتى شغل منصب رئيس المهندسين فيها في الستينيات.
ـ مارس نشاطاته الإسلامية المنظمة من خلال انضمامه إلى حزب (التحرير) يومذاك وكان من أبرز قياداته في الخمسينيات، ومن قبلة كان في حركة (الأخوان المسلمين).

ـ أشتد نشاطه الإسلامي المنظم في الخمسينيات أيام الحكم الملكي في العراق فاعتقلته سلطة (نوري سعيد)، بسبب نشاطه الإسلامي وأودع معتقل (نقرة السلمان)، لعدة أشهر .

ـ عام( 1966م) سافر إلى أمريكا في بعثه دراسية لمدة ستة أشهر، ومما يُذكر إنه كان يمارس عمله السياسي ونشاطه الفكري من خلال كتابة المقالات الفكرية ـ أثناء وجوده في أمريكا ـ ونشرها باسم (أبو إسلام) في جريدة (السياسة الكويتية)، التي كانت في ذلك الحين إسلامية التوجه، ويرأس تحريرها الأستاذ (عبد الرحيم الولايتي).

ـ كان الأستاذ الشهيد محمد هادي السبيتي (قده) من الأوائل الذين تم كسبهم إلى تنظيم الدعوة الإسلامية على يد السيد الشهيد محمد مهدي الحكيم (قده) الذي تعرف عليه عن طريق السيد مرتضى العسكري والسيد طالب الرفاعي، وكان الأستاذ السبيتي قبلها أحد قيادي حزب (التحرير) وقبله في حركة (الأخوان المسلمين)، وجرت محادثات بين السيد مهدي الحكيم(قده) والأستاذ السبيتي في محاولة لإقناعه بالعمل معهم واستغرقت المحادثات عدة جلسات في الكاظمية إلى أن وصل الأستاذ السبيتي إلى قناعه تامة وأعرب عن قناعته بالقول : ((أنا الآن اقتنعت ولذلك فأنا مستعد))، وبعدها تم مفاتحته من قبل السيد مرتضى العسكري فضمه إلى حلقته التي كان يديرها في بغداد، وبسبب بعض الانسحابات التي مُني بها التنظيم مبكراً أدى إلى اختيار الأستاذ السبيتي سنة 1964م لتولي مهام القيادة و الأشراف والتخطيط والمراقبة العامة على التنظيم، كما أصبح المنظر الأول للدعوة، مما ترك تسلمه مقاليد القيادة بصمات عميقة على حياة (الدعوة الإسلامية) الداخلية، وكان تأثيره منصباُ في البداية على الجانب التنظيمي حيث تحولت الدعوة في عهده إلى حزب حديدي صارم في انضباطه، وبهذا الصدد يشهد أعداء الدعوة الإسلامية بذلك كما جاء على لسان المجرم برزان التكريتي (مدير المخابرات العراقية) قوله : (( لقد أعتمد هذا التنظيم ـ ويقصد الدعوة الإسلامية ـ سبلاً ووسائل خاصة للاتصال، غير مألوفة بالنسبة للمنظمات والأحزاب والسياسة وذلك من خلال تبنيه صيغة (الاتصالات الخيطية)، في الداخل وتكون هذه الخيوط ذات ارتباطات رأسيه مباشرة مع عناصر قيادتها في الخارج بقصد سلامتها واقتصار المخاطر والعقاب على عناصر الخيوط في الداخل، واعتمدت هذه الخيوط برنامجاً دقيقاً للاتصالات والنشاطات لا تعتمده إلا المؤسسات الاستخبارية والجاسوسية العالمية ))، وقد كان تأثير الأستاذ السبيتي(قده)، على الجانب الفكري واسعاً، وعميقاً حيث تفرد الأستاذ السبيتي بكتابة النشرة المركزية للتنظيم (صوت الدعوة) تقريباً، ويذكر السيد الشهيد محمد باقر الصدر (قده)، هذا التأثير مخاطباً أحد قيادات الدعوة الإسلامية في العراق قائلاً : ((لقد اتخمتم الأمة بالفكر حتى حولتموها إلى حوزة كبيرة)) تمكن الأستاذ السبيتي(قده)، من رسم خط سير الدعوة وفق متبنيات فكرية وتنظيمية وسياسية نابعة من رؤيته ونظرته القرآنية للحياة، فكان طابع الإسلام العام هو سمة الدعوة منذ نشأتها وأراد الأستاذ السبيتي(قده) تعميق هذا المفهوم في نفوس المجتمع الإسلامي على طريقة (إسلام بلا مذاهب)، فأستطاع الأستاذ السبيتي(قده)، أن يمسك التنظيم بقبضه من حديد مع أنه لم يكن على تماس مباشر مع الدعاة، وذلك بفضل هيمنته المطلقة على القيادة، فقد كان الشيخ عارف البصري ـ كما يصفه السيد مرتضى العسكري ـ يذوب في شخص (الأستاذ السبيتي)، أما الحاج المجاهد الشهيد عبد الصاحب دخيّل الرجل الثاني في الدعوة، فقد كان المترجم الأمين لأفكاره على الصعيد العملي وهو الذي أفنى كل وجوده في الدعوة .

ـ في عام ( 1973م) اقتحمت منزله في بغداد ـ شارع فلسطين ـ مدرعة عسكرية مع مجموعة من قوات الأمن التابعة للنظام العفلقي وزمرته البعثية لاعتقاله، ولم يكن موجوداً حينها فيه لسفره إلى لبنان وسورية، وعلى أثرها سارع شقيقة المهندس (مهدي السبيتي)، إلى الاتصال به وكان وقتها في دمشق عائداً في طريقة من لبنان إلى العراق، فأبلغه بما حدث فأمتنع عن العودة، ولبث في لبنان فترة ثم أنتقل بعدها إلى الأردن حيث أستقر في مدينة الزرقاء، وعمل مديراً لمركز الطاقة الحرارية في الزرقاء .

ـ قام الشهيد محمد هادي السبيتي (قده)، بزيارات لكل من سوريا وإيران ولبنان لقيامه بنشاطاته السياسية فيها، كما وزاره في الأردن عدد من العلماء والدعاة من العراق والمهجر من بينهم آية الله السيد محمود الهاشمي الشاهرودي مبعوثاً عن السيد الشهيد آية الله العظمى محمد باقر الصدر (قده)، للتداول في شأن التحرك الإسلامي والعمل السياسي في العراق أثناء قيام الثورة الإسلامية في إيران.
ـ أعتُقل القائد المخضرم من قبل المخابرات الأردنية بتاريخ ( 9/5/1981م) بطلب من المخابرات العراقية التي طالبت بتسليمه إليها بعد أن تكرر قدوم (المجرم برزان التكريتي) ـ مدير المخابرات العراقية أنذاك وأخ المجرم صدام غير الشقيق ـ الذي كان يحمل رسالة خاصة من (الطاغية صدام)، نفسه لغرض تسليم الأستاذ السبيتي (قده)، قبل أن كان السبيتي (قده)، على وشك مغادرة الأردن نهائياً بعد تحذيرات وصلته باحتمال تعرضه للخطر.

ـ اعتقل السبيتي(رض)، بعدها من قبل المخابرات , ونقل في العديد من السجون الأردنية كان أخرها معتقل (الجفر ) الصحراوي والذي حصل فيه على فرصة تبادل الرسائل مع عائلته عن طريق (الصليب الأحمر)، (وذكرت مجلة الهدف الفلسطينية إن الحكومة العراقية مارست ضغوطاً مركزة على الأردن في تموز وأب (1981م) من أجل تسليم المهندس السبيتي أحد البارزين في حزب الدعوة والذي يعمل مديراً لمركز الطاقة الحرارية في الأردن، وقد تصدت نقابة المحامين الأردنيين لمحاولات النظام العراقي, وقامت بنشاطات واسعة مع العديد من النقابات المهنية الأخرى لمنع تسليم "السبيتي" أحد قادة المعارضة العراقية إلى سلطات بلده, ويذكر أن رئيس المخابرات العراقية "برزان التكريتي"، سافر شخصياً إلى الأردن عدة مرات لهذا الغرض, وحمل في إحداها توصية خاصة من "صدام حسين" شخصياً من أجل الحصول على السبيتي ) .

ـ تحركت أوساط إسلامية وشخصيات عديدة من أجل إطلاق الحكومة الأردنية سراح الأستاذ السبيتي (رض)، ومنع تسليمه إلى (المجرم صدام )، فمن تلك المساعي ما قام به آية الله السيد (محمد حسين فضل الله)(دام ظله)،والذي تحرك عن طريق أشخاص من المؤثرين على (الملك حسين ملك الأردن) وفي مقدمتهم (الشيخ طالب السهيل)، الذي رجع بجواب مفاده (إن صاحبكم منتهي)، كما قام الإمام الشيخ (محمد مهدي شمس الدين)(قدس سره)، بتحرك مماثل, وكذلك السيدة (رباب الصدر) شقيقة الأمام المغيب السيد موسى الصدر (فرج الله عنه)، قامت بالتوجه شخصياً إلى الأردن لهذا الغرض ولكن بدون نتيجة تذكر، كانت معلومات قد ترشحت أن السلطات الأردنية سلمت الأستاذ السبيتي (رض)،إلى مخابرات النظام الصدامي التي قامت بتحويله إلى مديرية الأمن العامة لاستكمال التحقيق معه.

ـ في عام( 1985م) كان أحد السجناء من حركة (الأخوان المسلمين) قد أفرج عنه من سجن (أبي غريب) قد كتب رسالة إلى من يهمه أمر (أبي حسن) يبدي إعجابه بشخصية (الشيخ أبي حسن السبيتي )، ـ المصنف ضمن قاطع السياسيين المحكومين بالإعدام ـ ويشير إلى قوة عزيمته وثباته أمام (الجلادين) ويقول كنت أسمع صوته الجميل منبعث من زنزانته يتلو القرآن, ويضيف :(لقد سألته كيف تقضي أوقات فراغك داخل السجن طوال هذه السنين فأجابني:ليس لدي فراغ, إني على اتصال دائم مع ربي).
ـ بعد انهيار سلطة نظام البعث (صدام ) في بغداد عام (2003م) تبين من خلال العثور على بعض سجلات الأمن العامة إن الأستاذ الشهيد (محمد هادي السبيتي )، قد استشهد بتاريخ (9 /11 /1988م)، وقد دُفن في مقبرة (الكرخ الإسلامية) المعروفة بـ(مقبرة محمد السكران)، في أبي غريب ببغداد وقد ثُبتت على موضع دفنه لوحة تحمل رقم (177) .
ـ أبقى ولده (حسن) جثمان والده في نفس المقبرة المذكورة بعد أن رصف له قبراً متواضعاً كتب عليه أسمه وتاريخ استشهاده.


أثاره ونتاجه الفكري:


يعتبر الأستاذ الشهيد (أبو حسن السبيتي) المنظر الفكري والسياسي الرئيس (للدعوة الإسلامية) ففي الأردن أصدر كتاب (مقالات إسلامية) طبع في لبنان وهو يتضمن المواضيع الفكرية التي أصدرتها (الدعوة) في العراق، كما كتب في الأردن (صوت الدعوة) نشرة الدعوة الإسلامية المركزية من العدد (20) إلى العدد (32) وكانت يومذاك تطبع في لبنان، كما كتب في (الأردن) كذلك سلسلة أبحاث (أضواء على المسيرة) تحت عناوين عده نذكر منها :

1ـ مقدمة معالم المسيرة الحضارية
2ـ دراسة الوقت والعمل
3ـ الاجتماع الحزبي ... وغيرها

وفي عام (1980هـ) كتب كتابه العظيم الخالد الذي أسماه (حديث الدعوة إلى جميع الناس في الإقليم العراقي) والذي طبع فيما بعد تحت اسم (بيان التفاهم)، وهناك أبحاث أخرى غاية في الروعة والأهمية نذكر منها :
1ـ القراءة الكونية دروس من علم النبات .
2ـ رسالة المسجد .
3ـ صور عملية من القرآن .
4ـ المهاجرون .
5ـ العراق في مهب الرياح الدولية .
6ـ الهزات الاجتماعية .
7ـ العمل السياسي والثقافة السياسية .
8ـ نحن وما حولنا.

إضافةً إلى مواضيع وأبحاث عديدة أخرى. كما سبق أن أثرى (الحركة الإسلامية) ـ عندما كان في العراق ـ بالكثير من النتاج الفكري الهادف الذي طبع أغلبه في كتاب (ثقافة الدعوة الإسلامية) في أربعة أجزاء من القطع الكبير، وفقد الباقي بسبب ظروف المحنة التي مرت بها (الدعوة الإسلامية) في العراق، وبعد اعتقاله في الأردن وجدت بين أوراقه مسودة موضوع تحت عنوان (أوراق حمراء) وهو آخر ما كتبه.

مقتطفات من أقواله:

للقائد السبيتي الشهيد كلمات عبارة عن تنباءات واستشرافات مستقبلية سبقت زمانها بعقود كثيرة ستبقى خالدة على ثغر الزمان وغرة على جبين الدهر ننقل مقتطفات مختارة منها لكي يطلع عليها ويستفيد منها ويقيمها المسلم وغير المسلم في هذه العالم الكبير.
ـ (]إننا[ ندعو إلى انطلاق الإنسان المسلم من قيود التخلف والتبعية، وقيود التحكم الفردي الجاهلي الظالم، ليأخذ هذا الإنسان مكانه تحت الشمس، ويبني حضارته المتميزة عن الحضارة الوضعية السائدة ).
ـ ( ]إننا[ ندعو لنبذ الفرقة المذهبية والعنصرية وكل ما يتصل بالتعصب الذميم في جميع المجالات، ومع جميع الناس ).
ـ ( إن الصراع السياسي والفكري مع عملاء الاستعمار أحد مهمات العاملين في سبيل الله، بل هو من أفضل العبادات ).
ـ ( سيلجأ المستعمرون وأذنابهم لتفريق المسلمين بإثارة الخلافات المذهبية والعصبيات العرقية، فكونوا على حذر من هذه اللعبة الاستعمارية الخبيثة التي يلجأ إليها المستعمرون بقاعدة (فرق تسد).

ـ ( نحن نعتقد إن الحل الإسلامي هو الحل الطبيعي لكل قضاياهم وقضايا سائر القوميات على أساس معاملة القوميات بمستوى واحد وضمن أطار الإسلام، إذ يرفض الإسلام التعصب العرقي والإذلال القومي، كما يرفض تجزئة البلاد وتقطيعها إلى أوصال).
ـ ( ]نحن[ نعتقد إن جمهور الشيوعيين لم يعملوا مع الشيوعية لإلحادها، ولا لفكرها المعادي للإسلام، وإنما عملوا معها لاعتقادهم إنهم يعملون ضد الاستعمار، ويعملون ضد الظلم الاقتصادي الواقع على بلاد المسلمين، ولذا فإن من مقومات الدوافع لهذا العمل هي من الفكر الإسلامي المتأصل في النفوس لمكافحة الظلم والتسلط والهيمنة).

ـ ( أيها العراقيون من أعضاء الأحزاب وأنصارهم .. نطلب منكم أن تتعاونوا معنا في الأعمال التي تتفق مع أهدافكم، وتتحملوا تبعية الأعمال التي ستقع علينا وعليكم نتيجة ذلك )

ـ ( أيها المهاجرون من العراق، أيها المخرجون من دياركم، أيها الطلاب ورجال الأعمال العراقيين في الخارج، كونوا لجان مسانده لنصرة الشعب العراقي في محنته، أجمعوا التبرعات لعوائل الشهداء والمعتقلين، أفضحوا المظالم التي تقع على الإنسان في العراق، أكشفوا السرقات والأموال المهربة في البنوك الرأسمالية، أرفعوا أصواتكم ولا يأخذكم الخوف .. فأن عليكم واجباً يقتضية الإصلاح لبلادكم فلا تقصروا )

ـ ( أيها النقابيون وأصحاب الجمعيات والتنظيمات المهنية، أيها العمال والفلاحون والأطباء والصيادلة والمهندسون، أيها الزراعيون والكيمياويون والجيولوجيون والاقتصاديون والحقوقيون، أيها المعلمون والطلاب .. إن تغيير الأوضاع لا يتم بالسكوت عن الحق، والرضا بالمظالم والأعمال الشائنة، ولذا فإننا ندعو جميع النقابيين إلى التأمل والتفكير في أوضاع نقاباتهم، وأوضاع البلاد بكل جدية وإخلاص، وندعو إلى إعادة النظر في جميع أوضاعنا بشجاعة وإقدام)

ـ ( أيتها الأقليات الدينية، يا نصارى العراق، ويا صابئة العراق، إننا نؤمن بجميع الأنبياء والمرسلين، ومهم الأنبياء والمرسلين الذين تعتقدون بهم وتؤمنون .. ونطلب منكم أن لا تنفروا من دعوتنا الإسلامية، ومن التزامنا الكامل بإلإسلام.. إن الحياة الكريمة لنا ولكم مضمونة في ظلال الإسلام، وسيتاح لكم العيش في ظلال أحكام دينكم عندما يتاح للإسلام أن يعود إلى الحياة )

ـ ( لا يجوز لأي حاكم في بلد إسلامي أن يمنع المسلمين عن العمل السياسي، ومن يفعل ذلك، فليس من الله في شيء، وهو يحكم بغير ما أنزل الله سبحانه، وعلى المسلمين أن يعملوا لتغيير هذا الوضع لأنه من أعظم المنكرات).

ـ ( إن احتكار العمل السياسي لشخص واحد أو لبضعة أشخاص أمر مستهجن ولا يُطبق إلاّ في البلاد المتخلفة، ولا يطبقه إلا رجل عميل فرضته القوة الاستعمارية على البلاد لتنفيذ أغراضها وتحقيق أهدافها، أو رجل مصاب بعاهة نفسية يتصور من خلالها بأنه رجل متميز له حق التصرف في رقاب الناس).

ـ ( إن العمل السياسي ليس منحة يتفضل بها الحاكم ويهبها للشعب، وإنما هو حق من حقوق الإنسان الإلهية لا يجوز المساس بها، لأن السياسة هي رعاية الناس ضمن أطار معين ومتفق علية، والإنسان الممنوع من ممارسة حق العمل السياسي والمحاسبة السياسية وإنما يعامل معاملة الحيوان، ومن يقوم بذلك ينزل بظلمه من درك التعامل الإنساني إلى الدرك الحيواني).
ـ (]إن[ أول الأمور التي ينبغي التفكير فيها لإعادة حقوق الإنسان في العراق هو إلغاء.. القوانين الصادرة بتوجيه عقلية إجرامية مستهترة بحقوق الإنسان).

ـ ( إن ظهور التحرك الإسلامي في أي بلدٍ من بلاد المسلمين يعني ظهور خط الارتداد على جهود المستعمرين، وإن رعب كلمة (الله أكبر) لا يزال في نفس أوروبا وامتدادها في القارات الجديدة، والذي أثارهم في الماضي لا يزال يثيرهم، وإن أصبحت الإثارة محصورة في الأوساط الحاكمة والأوساط السياسية، والفكرية، والدينية العليا).

ـ ( إن عملنا السياسي الإسلامي المبني على الأسس القويمة التي تتبنى خدمة مصالح الإنسان ودرء المفاسد عنه يحتاج أول ما يحتاج إلى إمكانيات لتأمين استمراره، إذ إن أعداء هذه المدرسة من العمل السياسي يملكون الإمكانيات التي تمكنهم من شن حرب ضروس وطويلة الأمد لمحاولة خنق أنفاس هذه المدرسة، ولذلك ما لم تتوفر إمكانية الاستمرار لا يجوز لنا الشروع بالعمل السياسي على النطاق الواسع السائر نحو الكفاية وتغطية ساحة العمل واستلام زمام الأمور).

ـ ( العالم الإسلامي ملئ بالعمل السياسي غير الهادف، ومن ثم بالسياسيين عديمي الثقافة السياسية، ولا يخلو من أصحاب الثقافة السياسية العاجزين عن القيام بالعمل السياسي جنباً وركوناً إلى الدعة).

ـ ( إن العمل السياسي عمل قيادي ومن بديهيات العمل القيادي معرفة الأهداف وتحديدها، ومعرفة الوسائل لتحقيق الأهداف ومعرفة الظروف الموضوعية التي تؤثر بالمجتمع وتحيط به).

ـ ( الثقافة السياسية غير المرتبطة بعمل سياسي ترف فكري بل سفه في بلادٍ خالية من العمل السياسي الهادف، والعمل السياسي بدون ثقافة سياسية تخبط وارتجال ضرره أكثر من نفعه، والسياسي المثقف خط عمله واضح، وأهدافه القريبة واضحة، وأهدافه البعيدة محددة).

ـ ( الثقافة السياسية تنمو وتتسع وتتعمق بتجارب العاملين ومن خلال المعاناة والسير في خط العمل السياسي، أي العيش السياسي بمعناه الواسع، ولا يمكن أن ننتظر فكراً سياسياً صائباً صادراً من مفكر لا يمارس العمل السياسي ولا يسير في خط الممارسة).
ـ ( إن العمل السياسي والثقافة السياسية أمران متلازمان في العمل الذي يستهدف خدمة المجتمع لتغييره، أو إصلاحه كلياً أو جزئياً، وليس هناك من ضرورة لدعم فكرة إن العمل السياسي يحتاج إلى ثقافة سياسية فإنها واضحة، وبحكم البديهة في نظر الجادين من أبناء أمتنا).

ـ ( إن الفعل الاستعماري المستمد في إذلال أمتنا ونهب ثرواتنا وإخضاعها لنفوذه وإبقاء هذا النفوذ يقابل من الأمة بردود فعل دفاعاً عما تدركه من أخطاء ومكائد، وهذا الفعل وردود الفعل يسببان هزات عنيفة وغير عنيفة، وهذه الهزات تؤثر إيجابياً على تزايد إدراك أمتنا لمشاكلها وزيادة وعيها لوجودها).

ـ ( إن ما حدث ويحدث من تبدلات جزئية نحو الأحسن في بلادنا الإسلامية ما هو إلا نتيجة لبدء وعي الأمة لمكائد المستعمرين ...).
ـ ( إن التحفز الشعبي في العراق يتأثر بالنشاط السياسي ولذلك فإن الاستعمار يكبح جماح النشاط السياسي لكي لا يفلت الزمام من يديه فهو يعطي بعض الحرية لبعض الوقت ليتلافى الانفجار الشعبي، ثم يسلب الحرية بعد أن ينفس عن مشاعر الناس المكبوتة، وقبل أن يتحول النشاط السياسي إلى فعاليات حقيقية).

ـ ( أن يكون للمسلمين في العراق كرامة وعزة واحترام، وأن يكون للعراق وزن سياسي في عالم اليوم منوط بألتزامة بالإسلام).
ـ ( إن الالتزام بالإسلام وحده القادر على التغيير وعلى العمل السياسي الإصلاحي الذي يصب في تيار التغيير).
ـ إن أعطاء الوقت أهميته الصحيحة وربطه بالعمل الصالح أحد الأمور المهمة في إصلاح المسلمين وتغيير أوضاعهم.ج1، 48.
ـ الأمة التي تشارك هيئاتها وأحزابها الحكومة في دراسة الأحداث هي أمة راقية. ج1، 277، 278.
ـ إن الإسلام "الرسالة الإسلامية العظمى" أعظم عوامل إيقاظ الطاقة الإنسانية وأفضل ما ينظم ويوجه هذه الطاقة لخير الإنسان ومجده. نحن وما حولنا ص350.

ـ ما لم يتسلح القيمون على الرسالة بالحكمة وبُعد النظر وقوة الإرادة والصبر على الأذى فمن الصعب أن يكتب لهم النجاح في مهمتهم. ج1، 235.

ـ إن عدم وضوح الأهداف القريبة والأهداف البعيدة تجعل العمل ينتقل من موقع لآخر بشكل قفز أو السير بطريق مغلق، أو الدوران بحلقة مفرغة. ج1، ص272.

ـ [إن] العمل السياسي الاجتماعي من أعقد الأعمال واصعبها لأن العوامل التي تدخل فيه لا تكاد تحصى او تدرك بعكس العمل العلمي الذي يمكن ان يحيط به الانسان اذا ركز عليه واحاط به من جوانبه. لأن العمل السياسي الاجتماعي يتعلق بعوالم النفس البشرية وعوالم العلاقات بين الناس من تقاليد وأعراف وقيم ومثل، ومن علاقات سياسية واجتماعية، وهذه العوالم لا يتمكن الإنسان من الإحاطة بها بالكامل، ولكن عليه أن يتفكر ويتمرس بالعمل لكي يصل إلى أقصى ما يمكن الوصول إليه، وان يتوكل على الله في أموره ليتوفق الإنسان في عمله، ومن هنا نجد أن أعمال الإصلاح والتغيير في المجتمعات يقوم بها من الأمم قادتهم من الأنبياء والصديقين والشهداء، أو يقوم بها القادة السياسيون في المجتمعات الجاهلية والصديقون هم الصادقون في عملهم الإسلامي مع ربهم ومع أنفسهم ومع الناس، والشهداء هم من بذلوا أنفسهم في عملهم في سبيل الله.(ج3، 116ـ117).

سيرة وفكر القائد الشهيد محمد هادي السبيتي مقالة للكاتب : ازهر السهر

قال فيه المرجع الشهيد السيد محمد باقر الصدر (قده): ((أريد أن أسمع رأي السبيتي في القضايا السياسية)).

وقال عنه المرجع الراحل العلامة السيد محمد حسين فضل الله (قده): ((لقد كان المفكر الشهيد محمد هادي السبيتي من رجال الطليعة الإسلامية الذي انفتح على الحركة المنظمة، وقد كان له دور في تأسيس الحركة الإسلامية إلى جانب إخوانه الحركيين، وفي مقدمتهم الشهيد المفكر محمد باقر الصدر، وقد منحه الله الشهادة لينضم إلى الشهداء من الذين انفتحوا على المستقبل الإسلامي، ولا يزال يعطي عن فكره لإخوانه، فرحمه الله وعظم أجره ورزقه السعادة في الدارين)).

وتحدث عنه العلامة الراحل السيد عبد الأمير آل السيد علي خان قائلاً: ((كان الشهيد محمد باقر الصدر اذا جلس في مجلس فيه الشهيد السبيتي يقوله له: حدثنا يا أبا حسن فاني أحب أن اسمع كلامك)).

وقال بحقه المفكر الشهيد عزالدين سليم: ((لقد آن الأوان أيها الأخوة الأعزاء، أن نفهم هذه الشخصية العظيمة الفريدة))، ووصفه الدكتور طالب الرماحي قائلاً: ((يتفق كل الدعاة في السلطة وخارجها ممن عرفوا الشهيد محمد هادي السبيتي رحمه الله ، أنه هو الذي وضع الأسس الأولى لبنية الدعوة ، وهو أحد روادها الذين كان لهم الفضل في بلورة أفكارها وتعميق الجوانب السياسية الحركية والأخلاقية من خلال كتابته لنشرتها المركزية ، التي تميزت بالعمق الفكري وغزارة في المباديء الإنسانية والدينية ، فأصبحت دليلاً للدعاة ومرجعاً لرسم سياسة الحزب وتحركه في المجتمع)).

وقال عنه الأستاذ يحيى عثمان محمد مدير المركز الوطني للدراسات الاجتماعية والتاريخية في البصرة: ((إن الشهيد المرحوم القائد المفكر محمد هاد السبيتي(رض)، إنما هو ضحية من ضحايا الاستهداف والتخطيط الفكري والثقافي التي نفذت خلال جيلين من الزمان ونحن حينما نستذكره وغيره من هؤلاء الأفذاذ في تاريخنا فإن هدفنا أن نجعل من ذلك حافزاً قوياً وقوة جذب للعودة إلى نمير الإسلام وشواطئه الدافئة بعيداً عن صور التشويه التي تجلت على ساحتنا من خلال نماذج صُممت لإفراغ التوجهات الحقيقية وجوهر الإسلام من مضامينه)).

كل هذا وأكثر يقال عن شخصية فذة وضخمة يجهلها جل العراقيين بل جل الدعاة في العراق والعالم، ولم نرى مؤلف خاص أو رسالة اكاديمية او موقع الكتروني او صفحة مجانية على مواقع التواصل الاجتماعي تعرف بهذه الشخصية الكبيرة وفكرها الأصيل العميق.

وبمناسبة قرب الذكرى السنوية الثالثة والعشرين لأستشهاد هذا المفكر الكبير المصادف التاسع من شهر تشرين الثاني الميلادي من كل عام اطلق مجموعة من الشباب صفحة على موقع التواصل الاجتماعي ( Facebook) باسم هذا المفكر تهتم بنشر سيرته الذاتية وفكره وثراثه وما قيل بحقه وكل ما يتصل به من قريب أو بعيد، ويمكن زيارة الصفحة على الرابط الآتي وفاءً لجهوده وفكره ودمه الطاهر:

صفحة الشهيد السبتي على الفيس بوك
الفئة: من شخصيات ورموز الدعوة | أضاف: almaaqal
مشاهده: 2770 | تحميلات: | الترتيب: 0.0/0
Copyright MyCorp © 2024