القمة تخرج بموقف عربي موحد - 30 من مارس 2012 - معهد الصدر

الصباح

تكلل مؤتمر القمة العربية في اختتام أعماله أمس بإصدار إعلان بغداد المتضمن 49 بنداً، أبرزها دعم الشعب السوري في تطلعاته نحو الحرية والديمقراطية، والتأكيد على الالتزام بنزع الأسلحة النووية من المنطقة، والحفاظ على سلامة الدول العربية واحترام سيادتها، اضافة الى الاشادة بالتطورات السياسية التي شهدتها المنطقة العربية وفي مقدمتها الربيع العربي.
ورغم ما اثمرت عنه القمة من نتائج ايجابية قد تخدم جميع العرب، الا ان الامر الابرز هو ان العراق شعبا وحكومة كسب الرهان، كسب رهان عقد القمة ونجاحها، ما يثبت يقينا ان بغداد عادت وبصورة جديدة شكلا ومضمونا لاحتضان العرب.
وفي وقت دعا فيه رئيس الجمهورية جلال طالباني الى نبذ التطرف والاسراع في تطوير واصلاح منظومة العمل العربي المشترك، عد رئيس الوزراء نوري المالكي انعقاد القمة في هذا الظرف الحساس «فرصةً تأريخية» للوقوف على التطوراتِ الكبيرة التي تمر بها المنطقة.
يأتي ذلك مع تأكيد الامين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي على ان العراق استعاد مكانه الرئيس بين العرب، فيما اعلن وزير الخارجية هوشيار زيباري نجاح القمة، وان العراق نجح بالخروج من العزلة الى القمة.

اعلان بغداد
وجاء في نص اعلان بغداد، الذي حصلت «الصباح» على نسخة منه: «ان انعقاد القمة في بغداد برهان ساطع على استعادة العراق عافيته واستقراره وتعزيز سيادته».
وانطلقت أعمال المؤتمر بعد ظهر أمس في بغداد، بحضور عشرة رؤساء دول.
وتضمن الافتتاح كلمات لرؤساء وممثلي أغلب الدول التي شاركت في القمة، واستمرت حتى الساعة السادسة عصرا، تحول فيها الاجتماع الى جلسة مغلقة.وجاء في اعلان بغداد حيال الأزمة السورية: «التأكيد على دعمنا الكامل للتطلعات والمطالب المشروعة للشعب السوري في الحرية والديمقراطية وحقه في رسم مستقبله، وفي التداول السلمي للسلطة، وإدانة أعمال العنف والقتل وإيقاف نزيف الدم، والتمسك بالحل السياسي والحوار الوطني ورفض التدخل الاجنبي في الازمة السورية حفاظا على وحدة سورية وسلامة شعبها».وأكد ضرورة التنفيذ الفوري والكامل للنقاط الست التي تقدم بها الوسيط المشترك للأمم المتحدة والجامعة العربية كوفي أنان لوقف نزيف الدم والبدء بحل سياسي سلمي للازمة السورية وفقا لقرارات المجلس الوزاري في هذا الشأن.وبشأن القضية الفلسطينية، أكد القادة «ضرورة التوصل الى حل عادل للصراع العربي الاسرائيلي على أساس الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية، والتأكيد على ان السلام العادل والشامل في المنطقة لن يتحقق الا من خلال انهاء الاحتلال الاسرائيلي والانسحاب من كافة الاراضي الفلسطينية والعربية المحتلة، بما في ذلك الجولان العربي السوري حتى خط الرابع من حزيران 1967 تطبيقا لقرار مجلس الأمن رقم 242 لعام 1967».وأكد اعلان بغداد مجددا «على ادانة الارهاب بكافة اشكاله وصوره وايا كان مصدره ومهما كانت دوافعه ومبرراته، وضرورة العمل على اقتلاع جذوره وتجفيف منابعه الفكرية والمالية وازالة العوامل التي تغذيه، ونبذ التطرف والغلو والابتعاد عن الفتاوى المحرضة على الفتنة واثارة النعرات الطائفية».
كما أكد «أهمية الاعلام بكافة وسائله بما فيه الاعلام الرقمي لما له من دور وتأثير كبيرين، والتقيد بالموضوعية والصدقية دون المساس بحرية التعبير والرأي، والدعوة الى نبذ الاعلام المحرض الذي يشيع روح الكراهية والتفرقة والطائفية والتكفير وازدراء الاديان، مع التأكيد على ان حرية الاعلام مرتبطة بروح القوانين التي تتماشى مع الاعلان العالمي لحقوق الانسان».
ورحب الاعلان بـ»الخطوات العملية التي اقرها مؤتمر 2010 لمراجعة معاهدة عدم انتشار الاسلحة النووية وخاصة ما يتعلق باقامة مؤتمر 2012 المقرر عقده في فنلندا حول انشاء المنطقة الخالية من الاسلحة النووية وغيرها من اسلحة الدمار الشامل في الشرق الاوسط»، مشيرا الى ان «اخفاق مؤتمر 2012 في تحقيق أهدافه سيدفع الدول العربية للبحث عن خطوات لضمان أمنها».
وأكد الاعلان «اهمية تحقيق الامن المائي العربي وضرورة تحديد الحصص المائية العادلة للدول المتشاطئة على الانهار الدولية والمشتركة».
وتقدم القادة العرب، وفقا للبيان، بـ»خالص الشكر وبالغ التقدير الى فخامة رئيس الجمهورية جلال طالباني على ادارته الحكيمة لأعمال القمة واغناء مداولاتها».
وقال: «نعرب عن ثقتنا التامة في ان رئاسة العراق للعمل العربي المشترك ستشهد المزيد من الانجازات والتطوير وترسيخ التضامن العربي».

مطالب الشعوب
وكان رئيس الجمهورية، رئيس القمة العربية في دورتها العادية(23)، قد حث القادة العرب في كلمة خلال افتتاح القمة على «تلبية مطالب شعوبنا وبخاصة شبابنا العربي الذي بات واعيا لما يجري من حوله طامحا الى وضع وتنفيذ برنامج للاصلاح السياسي والاقتصادي ما يضمن كرامة المواطن وضمان حقوقه في ظل عالم يؤكد مبادئ حقوق الانسان وحريته ويشهد اقرارا متزايدا بدور منظمات المجتمع المدني».

رؤية مشتركة
من جانبه، دعا رئيس الوزراء الى الاتفاق على رؤية مشتركة تضمن مصالح بلداننا وشعوبنا وأمنها واستقرارها، وتعززُ فرص التعاون في المجالات المختلفة.
وطرح المالكي في كلمته امام مؤتمر القمة نجاح تجربة المصالحة الوطنية ليكون انموذجا يحتذى به في الدول العربية.
وقبل مغادرة اغلب الزعماء العرب، اجرى رئيسا الجمهورية والوزراء لقاءات جانبية مع رؤساء الوفود على هامش المؤتمر، كما ان اجتماعا جرى بين رئيس الوزراء والامين العام للامم المتحدة بان كي مون.

قمة ناجحة
وعقب انتهاء القمة، اعلن وزير الخارجية ان القمة العربية كانت ناجحة وموفقة بكل المعايير والمقاييس.
وقال في مؤتمر صحفي مشترك مع الامين العام للجامعة العربية ان القمة اثبتت نجاح العراق وعودته من العزلة الى القمة، مؤكدا ان «اعلان بغداد تم تضمينه جميع المشاكل العربية المطروحة سابقا وغير المطروحة، وانه سيكون ميثاقا وطنيا تاريخيا