أكد رئيس الوزراء نوري المالكي، امس الأربعاء، أن دوائر الدولة تحتاج إلى هيكيلية جديدة بسبب الترهل الكبيرفيها، مبينا أن هذا الترهل جاء في ظروف الحرب والحاجة والفقر وضرورة التعيين والتشغيل.
وقال نوري المالكي في كلمة له خلال المؤتمر العلمي الثقافي السنوي الذي أقامه بيت الحكمة، امس، إن "دوائر الدولة تحتاج إلى هيكلية جديدة بسبب الترهل الكبير فيها"، مبينا أن " هذا الترهل في الهيكل يحتاج إلى عملية تنظيم يكون على أساس الخبرة في عملية إيجاد مؤسسات دولة".
وأضاف المالكي أن "هذا الترهل جاء في ظروف الحرب والحاجة والفقر وضرورة التعيين والتشغيل"، مشيرا إلى أن "هناك توجهات في مجلس الوزراء بإعادة هيكلة وبناء مؤسسات ودوائر ووزارات الدولة".
وكان رئيس الوزراء نوري المالكي دعا، في الـ23 من حزيران الماضي، إلى ترشيق الحكومة الذي أصبح ضرورة ملحة، مؤكدا على ضرورة إجراء تغيير في عدد من الوزارات على مستوى وزير.
كما أكد ، في الـ18 من تشرين الأول الماضي، أن عملية بناء البلاد تحتاج إلى مراجعة شاملة لهياكل الدولة التي بنيت في أجواء حرب وترهل ولا علمية، مشيرا إلى أن العراق بدأ ببناء الجيش والمؤسسات الحكومية، وهو في نفس الوقت يواجه الإرهاب الذي تجمع عليه من مختلف دول العالم.
يذكر أن التقرير السنوي لمنظمة الشفافية الدولية لعام 2011، ضم ثلاثة بلدان عربية بين البلدان العشرة "الأكثر فساداً" في العالم وهي الصومال والعراق والسودان، في حين اعتبر قطر والإمارات وعُمان الأقل فساداً بين الدول العربية، كما أظهر أن الصومال احتلت المركز الأول في الدول الأكثر فساداً تلته أفغانستان وميانمار ثم العراق والسودان وتركمانيا وأوزبكستان وتشاد وبوروندي وأنغولا.
على صعيد اخر، أكد المالكي أن الإنسان إذا حرم من الحريات أصبح خصم عنيدا وعدو للدولة، وفي حين أشار إلى ضرورة تأسيس دولة المواطنة، ولفت إلى أن الجدل بين الوسط الإداري والسياسي اخطر ما يكون على بناء الدولة.
وقال نوري المالكي إن "الأساس الأول في بناء الدولة هو الإنسان والثاني هو القانون والدستور الذي يعتبر القيمة العليا والجامع المشترك بين مختلف التوجهات"، مؤكدا أن "الدستور سادت بفضله دول وأبيدت به حضارات".
وأضاف المالكي أن "الأساس الثالث الذي تنتعش في ظله الدول والفكر والثقافة والإنسان هي الحرية والديمقراطية"، مشيرا إلى انه "إذا حرم الإنسان من الحريات أصبح خصم عنيدا وعدوا للدولة".
وتابع المالكي أن "المواطن أذا فقد حريته في بلده لم يعد هناك ما يربطه في هذا البلد أو الحكم"، مؤكدا على ضرورة "تأسيس دولة المواطنة التي لا يمكن أن يفهم بأنها تتناقض مع الهويات الأخرى".
وأشار المالكي إلى أن "اخطر ما يكون على بناء الدولة أن يعيش الوسط الإداري والسياسي فيها جدلا حول صلاحيات وحقوق وحدود وعطاء"، لافتا إلى أن "الدستور العراقي كتب على أساس احتـرام المكونـات والإنسان على الرغـم ما فيه من حاجة للتطوير والتعديـل".

الصباح الجديد