-
الجمعة, 2024-04-19, 1:03 AM
حزب الدعوة الإسلامية \ مكتب المعقل
الرئيسية | التسجيل | دخول
 تابع واستمع خطب الجمعة بيانات حزب الدعوة الإسلامية مدونة نور الحقيقة بين الماضي والحاضر

-->
المتواجدون الآن: 1
زوار: 1
مستخدمين: 0
الرئيسية » » الاخبار السياسية

خطاب رئيس الوزراء السيد نوري المالكي الى الشعب العراقي : منصبي ثقتكم ولا منصب أرقى وأشرف منه .
2014-08-15, 10:09 AM


بسم الله الرحمن الرحيم
(واعتصموا بحبل الله جميعا ولاتفرقوا واذكروا نعمة الله عليكم اذ كنتم اعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته اخوانا )
صدق الله العلي العظيم


ايها الشعب العراقي الكريم
كنت وسأبقى على العهد مع الله ومعكم في الدفاع عن العراق العزيز ، ولن افرط بثقتكم حين خرجتم نساء ورجال شيبا وشبابا ، وضحيتم وتحديتم حتى الأستشهاد وانتخبتمونا بأصابع شريفة مضمخة بالحبر البنفجسي وبالدم الطهور حتى حققنا اعلى الارقام ونلنا اكثر الاصوات ككتلة وكمرشح بين المتنافسين ، في يوم تأريخي مشهود سيظل علامة مضيئة وحقيقة دامغة في تاريخ العملية الديمقراطية في العراق .
ان فضلكم سيبقى امانة في عنقي ، وسأحفظ الامانة ولن اترك واجبي ، ولن انثني امام الجراحات التي تحملتها وسأتحملها حتى لو لم يبق في جسمي مكان لجرح من قريب او بعيد ، ليس ذلك منة مني على احد ،انما هي مسؤوليتي وواجبي الشرعي ان أدافع عن هذا البلد وشعبه ومقدساته .
ايتها الاخوات والاخوة
عند تشكيلنا للحكومة عام 2006 كان القتال يدور في وسط شوارع العاصمة وكانت بغداد محاصرة والطرق العامة ومؤسسات ودوائرالدولة والجامعات خاوية على عروشها ولا نشاط حيوي اقتصادي وتجاري او ثقافي يبدد وحشة النهار والليل ، وتسلمنا الحكومة في ظل احتلال قاس وتواجد اكثر من مائة وخمسين الف جندي اجنبي على اراضيه ، وشهد المف الامني الذي كان بايديهم تدهورا خطيرا .
وفي ظل هجمة ارهابية شرسة ومنظمة وعملية سياسية مخترقة من بعض القوى السياسية التي ترتبط باجندات خارجية وتتحرك من خلفية طائفية وعنصرية ، نجحنا في تحقيق انجازات كبيرة في مجالات الاعمار والبناء والخدمات وأطلاق المبادرتين الزراعية والتعليمية والمبادرة الوطنية للسكن التي ساهمت بدرجة كبيرة في تحقيق قفزة نوعية في هذه المجالات الحيوية الى جانب اطلاق جولات التراخيص النفطية واستثمار حقول الغاز للمرة الاولى في تاريخ العراق والمضي قدما في زيادة وانتاج وتصدير النفط ودخول رؤوس الاموال الاجنبية والمستثمرين وتحقيق زيادة كبيرة في رفع مستوى رواتب موظفي الدولة وتحسين المستوى المعيشي لعموم ابناء الشعب العراقي الذي سيبقى محفورا في ذاكرته انزال حكم القصاص العادل بالطاغية واعوانه المجرمين بحق العراق وشعبه من جميع مكوناته .
العراق الذي كان معزولا عن العالم يوم تكليفي بتشكيل حكومة الوحدة الوطنية عام 2006 ، استعاد دوره على الصعيدين الاقليمي والدولي ، كما عادت سفارات وبعثات دول العالم الى بغداد التي ظلت مهجورة لما يقرب من عقدين من الزمن ، ولم تتخلف عن رحلة العودة الى بغداد سوى بعض الدول التي عرفت بعدائها التاريخي للعراق وشعبه .

ياابناء الشعب العراقي الكريم
لقد واجه العراق موجة جديدة من الارهاب في اوائل عام الفين واثني عشر حين كانت المنطقة العربية تعيش بدايات الحرب الطائفية ، وهي حرب شاركت في اثارتها اجهزة مخابرات دولية واقليمية بالتعاون مع بعض القوى السياسية المحلية التي كانت توفر غطاء سياسيا للمنظمات الارهابية .
وتزامنت بداية المرحلة الجديدة للارهاب في العراق مع اندلاع الازمة في سوريا في اوائل عام الفين واحد عشر، وقد حضيت المنظمات الارهابية في سوريا بدعم متعدد الاتجاهات والاشكال من بعض الدول الكبرى والدول الاقليمية ذات التوجهات الطائفية ، ولم يكن الهدف الاساس للازمة السورية هو اسقاط النظام في سوريا فقط ، انما ليكون بوابة لاحداث تغييرات ورسم خارطة سياسية جديدة في المنطقة ومن بينها العراق .

وجاءت الانتكاسة الامنية التي حدثت بعد سيطرة تنظيم داعش الارهابي على مدينة الموصل وتهديده لمحافظات اخرى ، تتويجا لمشروع بدأ في سوريا مرورا بالعراق وعدد من دول المنطقة ليصل في نهاياته الى الدول التي ساندت ووقفت الى جانب التنظيمات الارهابية.
واستطعنا بعون الله وهمة القوات الامنية والمجاهدين المتطوعين وابناء العشائر الغيارى من استيعاب واحتواء الهجمة الارهابية والانتقال بسرعة من مرحلة الدفاع الى الهجوم واستعادة زمام المبادرة وتحرير محافظات ومدن وفتح طرق رئيسية بين المدن والمحافظات .

ياابناء الشعب العراقي العزيز :
ادرك جيدا ان المستهدف ليس المالكي بعينه ، انما العراق باجمعه ، وقد بذلت كل جهدي ووقتي واستخدمت كل الوسائل المتاحة لاحباط المخطط الذي اختلفت اطرافه هدفا ووسيلة والياته ، مع ضرورات ادراك واع لخطورة المخطط الذي يستهدف وحدة العراق وسيادته واستقلاله.

ولم يساورني الشك لحظة واحدة في حق ائتلاف دولة القانون ومرشحها دستوريا في تشكيل الحكومة الجديدة ، وكان واجبا علي ومن مسؤوليتي الشرعية والوطنية والاخلاقية تصحيح ومعالجة اي خلل يتسبب في تداعيات سلبية خطيرة على حرمة الدستور والعملية السياسية والتجربة الديمقراطية الفتية في البلاد .

واحتراما للثقة التي منحني اياها الشعب ووفاء لتطلعاته في تقوية مؤسسات الدولة وتكريس حاكمية الدستور ، فقد مارست جميع الوسائل والأليات الدستورية والسلمية لأعادة الحق الى نصابه ليكون العراق نموذجا يحتذى به في المنطقة التي تعاني من أنظمة حكم دخلت مرحلة الشيخوخة وفقدان الحريات وانعدام الديمقراطية وتفشي السياسات الطائفية البغيضة .

لقد إستبعدت منذ البداية خيار استخدام القوة لعدم ايماني المطلق بهذا الخيارالذي لاشك في انه سيعيد العراق الى عهود الدكتاتورية والقمع والاستبداد إلا في مواجهة الارهاب والارهابيين ، كما انه سيعرض الشعب العراقي المثخن بالجراح الى مزيد من الأزمات والالام والمتاعب ، ولن اسمح باستخدام القوة في معالجة الازمات ، وادعو السياسيين وابناء الشعب الى التزام الاليات الدستورية والقانونية في التعبير عن ارائهم ومعالجة الازمات الطارئة .

وأمام هجمة ظالمة تعرضت لها شخصيا ، التزمت الاليات القانونية في معركة الدفاع عن الدستور حتى اتهمت بالتشبث بالسلطة ، مع انه كان دفاعا عن الوطن وحرمة الدستور والاستحقاقات الانتخابية ، والدفاع عن الحق لايعني باي حال من الاحوال تمسكا بالسلطة ، ولم الجأ إلا للمحكمة الاتحادية ، وتعهدت بقبول قرارها .

واليوم اقول للشعب العراقي الكريم (لاسالمن ماسلم العراق وشعبه ولن اكون سببا في سفك قطرة دم واحدة وان كان فيها جور علي) كما قالها خالدة امير المؤمنين على ابن ابي طالب (ع) (لأسالمن ماسلمت امور المسلمين ان لم يكن فيها جورالا علي) .
واقول لكم ايها الشعب الكريم ولا اريد اي منصب وان منصبي ثقتكم بي وهو منصب لا أرقى ولا أشرف منه .
واعلن امامكم اليوم ولتسهيل سير العملية السياسية وتشكيل الحكومة الجديدة وسحب ترشيحي لصالح الاخ الدكتور حيدر العبادي وكل مايترتب على ذلك حفاظا على المصالح العليا للبلاد وسأبقى جنديا مقاتلا مدافعا عن العراق وشعبه وسندا لمن ينهض بأعباء المسؤولية والامانة بكل وطنية وشرف وحزم وشجاعة في احقاق الحق ودحر الباطل والدفاع عن المظلومين والوقوف بوجه الارهاب والطائفية وتقسيم العراق، والحفاظ على وحدته واستقلاله وسيادته .
تحية إكبار واجلال لجهود ابناء القوات المسلحة والاجهزة الامنية والمتطوعين والعشائر لمابذلوه من جهد استثنائي وأوصيهم بالثبات وادامة زخم المواجهة وعدم التفريط بالواجب والابتعاد عن الخلافات السياسية حفاظا على قواتنا المسلحة ، وان يكون همهم الاول والاخير مواجهة الارهاب وحفظ سيادة الوطن واستقلاله واستقراره .
التحية والاجلال لشهداء العراق الذين وقفوا بوجه النظام الدكتاتوري وواجهوا الارهاب ولكل ابناء العراق الغيارى ولقواتنا المسلحة البطلة .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته


نوري كامل المالكي
رئيس الوزراء
14 / 8/ 2014






الفئة: الاخبار السياسية | أضاف: almaaqal
مشاهده: 218 | تحميلات: | الترتيب: 0.0/0
Copyright MyCorp © 2024
-----
-------